باريس – “رأي اليوم”:
يوجد غضب وسط العائلة الملكية في العربية السعودية جراء تسريع الملك سلمان بن عبد العزيز إيقاع تسليم العرش الى ابنه محمد بن سلمان ولي العهد الجديد بعد إزاحة ولي العهد محمد بن نايف، هذا الأخير الذي لم يرد على رسائل عيد الفطر على أصدقاءه في أوروبا، وهو ما يؤكد خضوعه لإقامة إجبارية مؤقتة وقطع الإنترنت عنه.
وقالت مصادر عليمة بالشأن السعودي أن الأمير محمد بن نايف لم يرد على رسائل التهنئة والمباركة بمناسبة عيد الفطر على أصدقاءه في أوروبا، وهذا عكس تقاليده وعاداته في الحفاظ على البروتوكول وبالخصوص مع قادة أجانب.
وتفسر المصادر هذا التصرف باحتمال قطع الهاتف والإنترنت عن قصره في مدينة جدة، وهو ما يؤكد ما ذهبت إليه الصحافة الغربية وعلى رأسها الجريدة الأمريكية نيويورك تايمز.
ويوجد غضب وسط العائلة الملكية السعودية من التطورات الأخيرة، كما يوجد تخوف الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان من الأمير محمد بن نايف لأن الأخير لا ينظر إليه فقط من طرف باقي أعضاء العائلة باحترام كبير لنضجه وهدوءه بل لأنه أكثر من هذا يمتلك الشرعية لأنه كان ولي العهد وأزيل من المنصب بدون رغبة علانية منه أو صدر عنه تصرف يخل بقواعد الحكم وبتاريخ العائلة الملكية.
ويوجد اقتناع تام بأن الملك سلمان بن عبد العزيز سيتخلى عن الحكم بسبب المرض والشيخوخة لصالح ابنه ولي العهد محمد بن سلمان، ويرغب في تعزيز ولي العهد لركائز حكمه وسط الجيش والاستخبارات والإدارة. وقد بدأت عملية تغيير وتعيين في الكوادر الوسطى للدولة للموالين لمحمد بن سلمان الذين يشكلون عماد الدولة، وأغلب الكوادر الجديدة من الشباب الذين لهم طموح وسيعلنون الولاء المطلق لولي نعمتهم الجديد.
ويدرك الملك سلمان بن عبد العزيز أنه إذا لم يسرع انتقال العرش لابنه الآن سيكون من الصعب في المستقبل لأن محمد بن سلمان ارتكب ثلاثة أخطاء فادحة وتكلف السعودية ماليا وعسكريا. ويعتبر الخطأ الأول الفادح هو توريط البلاد في حرب اليمن التي استنزفت السعودية من الناحية العسكرية والمالية وجعلتها دولة غير قادرة على الحسم في القضايا الإقليمية المصيرية مثل حالة اليمن.
ويعود الخطأ الثاني الى الترويج لرؤية 2030 الاقتصادية بمخطط سطحي غلبت عليه البهرجة في حين المجتمع السعودي غير مؤهل لانتقال مشابه يستوجب ثقافة جديدة يترعرع عليها جيل بالكامل.
أما الخطأ الثالث هو توريط المملكة في مواجهة قطر بمبرر دعم هذه الإمارة الصغيرة للإرهاب، في حين كان الأمراء يطالبون باستعادة سلطنة عمان للصف الخليجي بالحوار والحسنى، وها هي السعودية قريبة من خسارة الدولة لصالح تركيا وإيران.
وكانت صحيفتا “نيويورك تايمز″ الامريكية و”الغارديان” البريطانية قد اكدتا وضع الأمير بن نايف تحت الإقامة الجبرية ومنعه من مغادرة قصره الذي يقيم فيه واسرته في مدينة جدة غرب المملكة.
وأشارت تقارير إخبارية ان بن نايف لم يقم بأي اتصال هاتفي او عن طريق البريد الالكتروني مع أي شخصية داخل المملكة وخارجها منذ صدور قرار عزله من منصبه كولي للعهد.
ونفى مسؤول سعودي انباء فرض الاقامة الجبرية على بن نايف، ولكن هذا المسؤول الذي تحدث لوكالة “رويترز″ لم يذكر اسمه، ولم يعط أي تفاصيل، وكان تصريحه مقتضبا وغير مقترن بأي ادلة تؤكد كلامه.