باريس – “رأي اليوم”:
فضل المغرب التقليل من وساطته في أزمة الخليج القائمة بين قطر في مواجهة العربية السعودية والإمارات العربية والبحرين وعضو آخر غير خليجي وهو مصر بسبب وساطات أكبر من عواصم. وينتظر لقاء بين الملك محمد السادس والملك سلمان بن عبد العزيز في طنجة لتجاوز البرودة.
وكان المغرب قد بادر بدور الوساطة في النزاع الخليجي، إلا أن السعودية والإمارات العربية همشت هذه الوساطة لأنها كانت ترغب في انضمام واصطفاف المغرب الى جانبها ضد قطر واتخاذ مواقف في حدها الأدنى مثل الأردن. غير أن الرباط ارتأت موقف وسط يتفهم مواقف السعودية والإمارات والبحرين ولا يهاجم قطر نهائيا.
وتعددت الأسباب التي دفعت بالمغرب الى هذا الموقف وهو عدم الرغبة في التورط في نزاع قد يتحول الى مواجهة عسكرية في وقت يريد الانسحاب من حرب اليمن، ورغبته في الابتعاد عن مشاكل الشرق الأوسط ثم عدم رضاه عن عدم الالتزام دول الخيج بالمنح المالية التي تعهد بها لمساعدته اقتصاديا.
ونتيجة موقف المغرب المتوازن من أزمة الخليج، توجد برودة ملحوظة في العلاقات بين المغرب مع العربية السعودية والإمارات العربية، ويرتقب حدوث لقاء يجمع بين الملك المغربي محمد السادس ونظيره السعودي سلمان بن عبد العزيز في مدينة طنجة خلال الأيام المقبلة.
ويوجد الملك المغربي في شمال البلاد بين شاطئ المضيق في إقليم تطوان وقصره في مدينة طنجة، ويرتقب وصول الملك سلمان بن عبد العزيز الى طنجة خلال هذه الأيام لقضاء عطلته الصيفية في هذه المدينة المطلة على مضيق جبل طارق، حيث اعتاد قضاء أكثر من شهر كل صيف، وقد وصلت وفود سعودية الى طنجة وحجزت الفنادق الفخمة وأساطيل من السيارات.
وكعادته، سيقوم الملك المغربي بزيارة مجاملة لنظيره السعودي أو من الأرجح أن يحضر الأخير مراسيم احتفال ملك المغرب بعيد الجلوس في ظرف ثلاثة أسابيع، وستكون مناسبة للملكين لتجازو المشكل المرتبط بأزمة الخليج وموقف المغرب منها.