هفنغتون بوصت
قالت صحيفة فرنسية إن نجل معمر القذافي قادرٌ على تسوية النزاع الليبي، ويحظى بمساندة شعبية داخل ليبيا وخارجها تُمكنه من لعب دور في المستقبل.
وجاء في صحيفة Afrique La Tribune الفرنسية، نقلاً عن مراقبين، أن سيف الإسلام القذافي يُعتبر الطرف الوحيد القادر على حل الخلافات بين خليفة حفتر وفايز السراج، على الرغم من مذكرة التوقيف الصادرة في حقه من طرف المحكمة الجنائية الدولية المطالبة برأسه.
الصحيفة أظهرت القذافي منقذاً ولم تذكر أي أخطاء له أو لوالده طوال حكمهم الذي استمر عقوداً، قالت إن الشاب، البالغ من العمر 44 عاماً، يحظى بتعاطف قبلي كبير، كما يملك سيف الإسلام ثروات طائلة.
الصحيفة مضت قائلةً إنه في النيجر، أنشأ لاجئون ليبيّون لجنة دعم لسيف الإسلام، لقيت المساندة من قِبل مواطني هذا البلد، وخاصة منهم طلاب نيامي الذين أغْرتهم "المشاريع الإفريقية الكبرى" لمعمر القذافي.
وإثر مقتل والده وسقوط نظامه، تم القبض على سيف الإسلام، وهو ينتحل صفة "راعي جِمال"، في الحدود النيجرية-الليبية، بعد تعرضه للخيانة من قِبل دليله، وفق Afrique La Tribune. ونتيجة لذلك، أمضى 5 سنوات في سجون ميليشيا الزنتان.
وحين أُعلن الإفراج عن سيف الإسلام، أفاد العقيد العجمي العتيري، رئيس السجون في ميليشيا الزنتان، بأن الشاب، البالغ من العمر 44 سنة، "ما زال يتمتع بشعبية كبيرة في بلاده، ستُمكّنه من لعب دور هام في المستقبل".
جاء في تقرير الصحيفة، وفقاً لـ"التايمز" البريطانية، أن لهذا الرجل حق التصرف في 20 مليار دولار، لم تخضع لعملية التجميد التي طالت أصول القذافي، بناء على قرار صادر من قِبل الأمم المتحدة. وتُشير التقديرات إلى أن ثروة هذه العائلة بلغت نحو 300 مليار دولار.
وفي مقابلة له مع صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية خلال نهاية السنة الماضي، ذكر طاهر داهش، المسؤول عن اللجان الثورية العالمية في عهد القذافي، أن هناك استعدادات بالأوساط العسكرية وفي مخيمات القائد العسكري خليفة حفتر أو رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج لدعم عودة سيف الاسلام، إلا أن الصحيفة لم تذكر وجهة نظريهما.
سيف الإسلام القذافي يتواصل مع أبرز قبائل ليبيا
ذكر مصدر من قبيلة العواقير شرق ليبيا، الجمعة 16 يونيو/حزيران 2017 أن سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فتح قناة تواصل مع شباب القبيلة التي عرفت بتأييدها السابق لخليفة حفتر قائد ما يعرف بـ"عملية الكرامة" التي اندلعت بالعام 2014.
وأضاف المصدر في تصريح لـ"هاف بوست عربي"، طالباً عدم الكشف عن اسمه، أن سيف الإسلام الذي أُعلن الإفراج عنه في 10 يونيو/حزيران الجاري تمكن من التواصل من خلال بعض مشايخ القبيلة المقيمين في القاهرة المناوئين لحفتر، وكانت تربطهم به علاقة وطيدة إبان فترة حكم معمر القذافي ومشروع "ليبيا الغد" الذي كان يقوده سيف الإسلام.
وبحسب المصدر ذاته فإن سيف قد عرض على أبناء القبيلة الدخول في مصالحة وطنية مع قبيلة القذاذفة.
وكان عدد من أبناء قبيلة العواقير قد أصدروا بياناً في السادس من يونيو/حزيران الجاري أعلنوا فيه رفضهم لممارسات حفتر، مهددين الكتيبة التي يقودها ابنه صدام على خلفية اعتقال أحد مشايخ القبيلة.
وجاء في البيان أنهم يرفضون استمرار شخصية مدنية وصفوها بأنها من "ذوي القربي" في قيادة الكتيبة 106، في إشارة للكتيبة التي يقودها صدام نجل خليفة حفتر.
وأضافوا في بيانهم أنهم لن "يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه الكتيبة وهي تقوم بكل هذه التجاوزات"، بحسب وصفهم، مطالبين بالتحقيق في حادثة اغتيال أحد مشايخ القبيلة أبريك اللواطي بعد اتهام حفتر بتدبير الاغتيال.
ويعد تواصل سيف الإسلام القذافي مع قبيلة العواقير خطوة هامة نتيجة لانحدار والدة سيف من المنطقة الشرقية من قبيلة البراعصة تحديداً التي مازال عدد من قادتها يوالون سيف الإسلام القذافي على رأسهم العقيد فرج البرعصي الذي انشق عن "عملية الكرامة" إثر خلافات مع حفتر.
وتشهد العلاقة بين خليفة حفتر وقبيلة العواقير توتراً، وذلك بعدما تم اعتقال عدد من أفراد القبيلة ونشطائها من بينهم الشيخ نوري بو فنارة، الذي أخرجته قوة من العواقير بعد احتجازه من قبل الكتيبة 106 التي يقودها حفتر في الخامس من يونيو/حزيران الجاري.
وتعد قبيلة العواقير إحدى أكبر قبائل برقة والتي عرفت بتأييدها الكامل لخليفة حفتر عند إطلاق عمليته في 2014، ولديها النصيب الأكبر في عدد القتلى في صفوف "عملية الكرامة" حيث بلغ عددهم 1400 قتيل، بحسب تصريحات لعضو المجلس الرئاسي علي القطراني.
وكانت كتيبة "أبوبكر الصديق" في مدينة الزنتان غرب ليبيا، والداعمة لقوات حفتر المدعومة من مجلس النواب في طبرق، قررت إخلاء سبيل سيف الإسلام القذافي، وأثار إطلاق سراحه انتقادات في غربي ليبيا وشرقيها، خاصة من المجلس العسكري للزنتان الذي (يفترض أن كتيبة أبو بكر الصديق تتبع له).
وفي 14 يونيو/حزيران 2017، طالبت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية "فاتو بن سودا"، بإلقاء القبض على سيف الإسلام القذافي، ورئيس جهاز الأمن الداخلي في نظام القذافي اللواء التهامي خالد، وتقديمهما فوراً إلى المحكمة لكونهما "مشتبه بهما لديها".