لطالما قيل (وراء كل رجل عظيم إمرأة) مقولة تصدق على نجم كرة القدم الموهبة الشابة الذي سطع نجمه في سماء أوروبا وأصبح وجهة كل الأندية وبإمكانه أن يصبح ضمن مجموعة قليلة من اللاعبين هي الأغلى في تاريخ كرة القدم.
عثمان ديمبلي الموريتاني الأصل الذي استوطنت عائلته فرنسا وربته أم طموحة تنحدر من مدينة كيهيدي الموريتانية، كانت مغتربة في فرنسا، مع أطفالها الأربعة، انفصل عنها زوجها وأكبرهم لم يتجاوز السابعة من عمره، لتنتقل إلى بلدة إفرو في منطقة نورمادي العليا، شمال باريس، لتستقر مع أطفالها، وتسجلهم في مدرسة البلدة، وتبدأ حياة جديدة.
أكبر البراعم كان هو عثمان ديمبلي، وقد انضم لمدرسة مادلين إفرو، وعندما كان عمره ثماني سنوات أي عام 2005، كانت المنطقة تشهد أعمال شغب يقوم بها شبان صغار، يشعلون فيها السيارات ليلاً في حادثة مشهورة بين الأفارقة والحكومة الفرنسية، أصبحت في ما بعد يطلق عليها أحداث ضواحي باريس.
وخشية أن يسلك الطفل الصغير الطريق غير الصحيح، أعطت الموريتانية لنجلها تعليمات واضحة، بأنه لا خروج من البيت إلا إلى المدرسة أو ملعب كرة القدم، فالتزم عثمان بذلك لكونه يحترم والدته، ويطيعها إلى أبعد الحدود، وقد أكد ذلك مدربه في مرحلة الناشئين بفريق إفرو، أحمد وهبي، حيث كان المدرسون يعودون إليها في أي قرار أو تعليمات يرفض الفتى تنفيذها.
وعندما بلغ اللاعب العاشرة من عمره، تلقى دعوة من فريق روين، من أجل ضمه لأكاديمية الفريق الداخلية، لكن فاطمة رفضت العرض بدعوى إن ولدها مازال صغيراً، ويجب عليه أن يتربى في كنف عائلته، وعلى الثقافة التقليدية لبلده الأم.
وقبل سبعة أعوام من الآن، انضم النجم الموريتاني إلى ناشئي ستاد رين ، وقد تألق بشكل كبير، فقررت الإدارة الفنية ضمه للفريق الأول، حيث ظهر معه بشكل رائع في موسم 2015، وخطف اهتمام معظم أندية العالم، كبرشلونة وريال مدريد وأرسنال وتوتنهام وبارين ميونيخ، وقد أطلق عليه بعض المتابعين للدوري الفرنسي في تلك الفترة نيمار الجديد.
حاول الاتحاد الموريتاني لكرة القدم في أكثر من مرة إقناع اللاعب بحمل القميص الوطني، لكنه فضل اللعب للمنتخب الفرنسي، الذي انضم له في عام 2016، بعد مشوار مع منتخبات الناشئين.
وتتجه الأنظار حاليا إلى فريق برشلونة الإسباني، بعد رحيل نجمه البرازيلي نيمار دا سيلفا، حيث يرجح أن يضم عثمان ديمبلي، وهو الأمر الذي يسر الشارع الرياضي في موريتانيا.