لندن ـ “راي اليوم” ـ من مها بربار:
اقدمت القيادة السعودية على خطوة تصعيدية عالية الخطورة امس في خلافها مع دولة قطر عندما استقبل الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، نائب الملك وولي العهد، في قصر السلام في جدة الشيخ عبد الله بن علي بن جاسم آل ثاني، ابن الشيخ علي بن جاسم آل ثاني رابع حكام قطر، واول امرائها بعد الاستقلال، مما يعني ان هذه القيادة بدأت تراهن على الجناح الثاني لاسرة آل ثاني الحاكمة التي جرى انتزاع الحكم منها عام 1974 في انقلاب ابيض قاده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، جد الامير الحالي تميم بن حمد.
وقالت وكالة الانباء السعودية ان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وبناء على وساطة الشيخ عبد الله بن علي بن جاسم آل ثاني امر بارسال طائرات الخطوط الجوية السعودية الى الدوحة لنقل الحجاج القطريين كافة على نفقته الخاصة، كما امر بالسماح للحجاج القطريين بالعبور الى المملكة عبر المنفذ البري من دون تصاريح الكترونية.
واكد خبراء في الشأن الخليجي لـ”راي اليوم” ان هذه الخطوة تعني ان قيادة المملكة قررت التعاطي مع الجناح الثاني لاسرة آل ثاني في مواجهة الشيخ تميم، الامير الحالي، ووالده الشيخ حمد بن خليفة، واستقبال الاميرمحمد بن سلمان له، وتعميم الاستقبال على الصحف واجهزة الاعلام السعودية هو تأكيد رسمي على هذا التوجه الجديد.
ما زال من غير المعروف كيف سيكون رد فعل الامير تميم على هذه الخطوة التي يراها المراقبون خطوة تصعيدية في الصراع من الجانب السعودي.
يذكر ان السلطات السعودية اغلقت معبر سلوى الحدودي البري الوحيد مع دولة قطر، وطلبت من الحجاج القطريين السفر لاداء الفريضة عبر اي خطوط اخرى غير الطيران القطري المباشر، مما يعني ضرورة توقفهم في محطة ثالثة ترانزيت.
ويبدو ان قبول وساطة الشيخ عبد الله بن علي بن جاسم آل ثاني لتقديم كل هذه التسهيلات للحجاج القطريين تهدف الى زيادة شعبيته في اوساط القطريين واستخدامها، اي التسهيلات، كورقة ضغط على السلطات القطرية.