باريس ـ “رأي اليوم”:
يتشبث أعضاء الملكية المغربية بمواقفهم من أزمة الخليج بين قطر والعربية السعودية والإمارات العربية والبحرين، فقد قضى ملك المغرب محمد السادس جزء من عطلته الصيفية في يخت أمير قطر. ومن جانبه يشارك ابن عمه الأمير مولاي هشام في لقاء فكري حول الربيع العربي في الدوحة.
ويتداول أمراء الخليج خبر قضاء الملك المغربي محمد السادس بعض أيام عطلته الصيفية متنقلا بين شواطئ شمال المملكة على يخت أمير قطر، وهو يخت فاخر وفخم رغم امتلاك الملك يختا شراعيا. ويوجد ملك المغرب الآن في فرنسا، وبدون شك، كان يخت أمير قطر يجوب مياه البحر الأبيض ومضيق جبل طارق أمام قصر ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في مدينة طنجة.
وبدون شك، استعمال ملك المغرب لليخت القطري عرضيا ليس إلا، وقد سبق لمحمد السادس أن سافر على متن طائرة الملك سلمان بن عبد العزيز الى كوبا خلال فصل الربيع الماضي.
لكن استعمال الملك المغربي لليخت في وقت تمر فيه علاقات قطر بباقي ملكيات الخليج بأزمة مفتوحة وخطيرة يراها البعض من زاوية سياسية بعدما أكد المغرب على موقف الحياد وعلى موقف مستقل من أزمة قطر، وهو عدم الانحياز الى أي طرف، وكان استعمال ملك المغرب لليخت حديث الأمراء العرب في باريس ولندن وطنجة.
وإضافة الى اليخت، أقدم عضو من العائلة الملكية المغربية وهو الأمير الشهير بمواقفه السياسية مولاي هشام على قبول المشاركة في ندوة فكرية من تنظيم المعهد الأمريكي بروكينز في قطر يوم 12 أيلول (سبتمبر) المقبل.
ونشرت جريدة “أخبار اليوم” المغربية اليوم الجمعة أن الأمير مولاي هشام الباحث والمحاضر الشرفي في جامعة هارفارد الأمريكية والمقيم بين الرباط وبوسطن سيتناول الربيع العربي في المغرب الكبير مع تركيز رئيسي حول تجربة تونس التي يعتبرها رائدة ومؤسسة لتجربة ديمقراطية واعدة في العالم العربي.
وهذه هي المرة الثانية التي سيشارك فيها الأمير مولاي هشام في ندوة سياسية في العالم العربي وهذه المرة في قطر بعد مشاركته السابقة في تونس حول الموضوع نفسه.
وهذه الندوة ستتميز بمشاركة باحثين كبار من العالم العربي والغربي، لكن تبقى ميزتها الرئيسية أنها تتزامن والأزمة الخطيرة التي تمر منها العلاقات بين قطر وباقي دول الخليج وعلى رأسها العربية السعودية والإمارات العربية.
وتجمع الأمير مولاي هشام علاقات قوية مع ملوك السعودية وخاصة الملك الراحل عبد الله والملك الحالي سلمان بن عبد العزيز وباقي أفراد العائلة، كما تجمعه علاقات قوية مع أمراء الإمارات العربية وخاصة ولي عهد أبو ظبي.
ورغم هذه العلاقات يشارك في الندوة الدولية في قطر والتي تتعارض مع سياسة الإمارات العربية والسعودية بل ومن تنظيم معهد طالبت الرياض الدوحة بإغلاقه، ويؤكد الأمير مولاي هشام استقلاليته الفكرية والسياسية بهذه المشاركة، وسبق للأمير مولاي هشام أن انتقد دول الملكيات الخليجية في ضرب وهدم الربيع العربي من خلال تمويل الثورات المضادة مما تسبب له في سوء الفهم مع بعض العائلات الملكية ومنها الإماراتية.
وهذه المرة لن تتعارض مشاركة الأمير مولاي هشام مع موقف ابن عمه الملك محمد السادس الذي لم ينضم الى أي محور في أزمة قطر، فقد فضل الملك المغربي نهج سياسة مستقلة ولم يقدم على قرارات مثل ملكية الأردن التي خفضت من تمثيليتها في قطر تحت ضغط الرياض