في تقليد متوارث عن الأجداد، يتعرض العريس بولاية بيلاجيك التركية، يوم فرحه إلى شتى أنواع المزاح الثقيل التي ترقى لمستوى "التعذيب" والتي منها إرغامه على تناول مأكولات غير متجانسة النكهات، وسكب الماء البارد على رأسه، قبيل زفافه.
ويوم الزفاف، يجتمع أصدقاء العريس، ويتجهون إلى بيت العروس، لأخذ "زهرة العروس"، ومن ثم يجتمعون في موكب أمام منزل العريس، في الولاية الواقعة شمال غربي البلاد.
و"زهرة العروس" هي عبارة عن باقة من الورد أعدت مسبقاً في بيت العروس، ويقضي العرف في الولاية، بأن يذهب أصدقاء العريس إلى بيت العروس لشراء تلك الباقة نظير مبلغ معيّن من المال يتم دفعه لأصدقاء العروس.
وبعد استكمال الموكب يتجه أهل العريس لجلب العروس من منزلها. وبعد وصول الأخيرة إلى منزل أهل زوجها، يُقدّم للعروسين "شراب العروس" تمنياً لهما ببدء حياة حلوة، فيما ينتظر أصدقاء العريس في الخارج.
وفي هذه اللحظات يهم أصدقاء العريس بكسر زجاج نوافذ المنزل، بالحجارة والعصي، كي يخرج العريس إليهم بسرعة، وفق تقاليد المنطقة.
ومع كسر الزجاج تبدأ الأوقات العصيبة بالنسبة للعريس، حيث يصطحبه أصدقاؤه إلى أحد المقاهي، ويلبسونه مَرْيَلَة (فُوطة تُلف حول عُنق الطفل لوقاية ثَوبه من اللُّعاب)، عوضا عن طقم العرس.
كما يرغمه أصدقاؤه على تناول مأكولات مختلفة الأطعمة وغير متجانسة النكهات، مثل الليمون، والشوكولاتة والفلفل والموز والخيار والباذنجان والحلويات، ومن ثم يسكبون فوقه ماء باردا.
ويواجه العريس صعوبة في ابتلاع الأطعمة ذات النكهات المختلفة، حتى يصل الأمر في بعض الأحيان إلى انهمار الدموع من عينيه، نتيجة ذلك.
مراسل الأناضول، حضر حفل زفاف أُفق أُوزطوسون، وشريكة حياته كُبرى أفق، وفق التقاليد التي ما يزال الكثير من الأهالي يواصل التشبث بها.
وبعد إجباره على تناول عشرات المأكولات المختلفة، قرر أصدقاؤه إطعامه أخيرا طعام القطط، لكنه لم يتحمل ذلك، فتراجع الأصدقاء عن قرارهم.
ولم يكتف أصدقاء العريس بهذا القدر، فمساء ذلك اليوم قطعوا طريق العريس بعد خروجه من المسجد، وسكبوا عليه أغذية مختلفة مثل الحليب، والملح والطحين والمايونيز، طوال الطريق إلى المنزل.
وعقب تلاوة الأدعية بشكل جماعي أمام منزل أهله، قبّل العريس يد والده وأخذ عروسته إلى منزلهما.
وفي تصريح للأناضول، قال العريس أوزطوسون "اليوم حصدت ما زرعته البارحة، فقد فعلوا بي ما كنت أفعله بهم في الماضي".
وتوعد العريس (مازحاً) أصدقاءه غير المتزوجين بالانتقام، في أيام زفافهم.
بدوره قال اسماعيل دوفان، المدعو إلى الحفل "العذاب الذي تعرض له أفق اليوم على يدنا لا يقارن بما فعله بنا (في أيام زفافهم)".
وأردف أنهم بذلوا ما بوسعهم للالتزام بالتقاليد، حيث كسروا زجاج المنزل لإخراج العريس بسرعة، وأرغموه على تناول مأكولات مختلفة، رغم مقاومته.
أما والد العريس إبراهيم أوزطوسون، فذكر أن هذه التقاليد متوارثة في المنطقة منذ سنين طويلة، بين الشباب.
ولفت إلى أن أصدقاء العريس كانوا يستعدون لهذا اليوم، للرد على ما فعله ابنه في الماضي بحقهم في أيام زفافهم، ووصل الأمر إلى حد إطعامه طعام القطط.
إلا أن الأب أعرب عن تفهمه لذلك قائلا "هذه عادات وصداقات جميلة، فالذي لا يمتلك صديقا، لن يجد من يمازحه بهذه الطريقة".
من جهته قال رئيس بلدية منطقة "بازار ياري" مظفر يالجين، الذي حضر الحفل، إنهم سيواصلون التمسك بعاداتهم وتقاليدهم المتوارثة عن الآباء والأجداد.
وأكد "يالجين" على أن حفل الزفاف الذي جرى وفق التقاليد، كان ممتعا للغاية