التقط ابَّيْجَلْ ولد هُمَّيْدْ أول نفس له في هذه الحياة في حي مترحل، وصادف مولده وجودهم في "اكْرَاعْ بَجَلْ" (83 كلم جنوب العاصمة على الطريق المعبد) حيث اعتادوا الرحيل إلى الشمال في عز الخريف تخفيفا لوطأته، ومن هذا المكان نال ابيجل اسمه، لكن مصغرا (ربما للتحبب). ونشأ على طول خط النهر، وخصوصا ضفته اليمنى، في سياق أبناء هميد الذي كان شخصية معروفة بين مجموعات أهل "گبلة ساحل" خصوصا في أبدن وما حوله.
وبين الضفتين عاش بيجل بين رُبَى كرمسين وسهله الخصيب وضفاف نهره، وبين "اندر" وحواضره.
اعتزاز الشاب الطويل القامة بأرضه وساكنتها ومجده الذي قام منذ سنوات طويلة على استقلال ذاتي بفعل الثروة المعتبرة التي حققها ذوو الرجل من خلال الزراعة وتنمية المواشي وكذا الاتجار في السنغال، مكنه من بناء شخصية ذات كارزما قيادية انفرد بها عن أبناء جلدته.
سنة 1953، شهدت حدثا مهما هو ميلاد ذلك الطفل الذي يدعى بيجل والذي سيكون له شأن في الساحة السياسية في قابل الأيام. في قرية أبدن التابعة لمركز انجاگو بولاية الترارزة جنوب غرب موريتانيا، نشأ بيجل في أسرة تنتمي لشريحة الحراطين، وتربطها وشائج قربى بآل الشيخ سعد بوه بحكم اتحاد الخؤولة. وعاش طفولته متنقلا مع أسرته بين موريتانيا والسنغال.
تعلم في المدارس الابتدائية في الفترة 1959-1965 في داكار وانجاغو، والمدرسة الثانوية في روصو ما بين 1965- 1970، ثم التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة بانواكشوط وتخرج منها سنة 1972.
وعاد إلى المدرسة نفسها سنة 1978 ليتخرج سنة 1979 في سلك مفتشي الخزينة، وعمّق دراساته في المدرسة الوطنية لمصالح الخزينة بفرنسا بعد نجاحه في مسابقة نظمتها السفارة الفرنسية بانواكشوط سنة 1985 وتخرج منها سنة 1986.
عمل في الفترة 1973 -1978 مفتش خزينة بإدارة الميزانية والرواتب في وزارة المالية، ورئيس المكتب المركزي للمحاسبة لعدة قطاعات وزارية، ثم مسؤول المحاسبة في عدد من المؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري والصناعي والتجاري.
في الفترة 1979 -1992 تولى مسؤوليات سامية في وزارة المالية، من بينها المدير العام للضرائب، والمدير العام للخزينة والمحاسبة العمومية، قبل أن يصبح مفوضا للأمن الغذائي برتبة وزير سنة 1992.
وفي الفترة 1995-2008 تقلد مناصب وزارية من بينها وزير التجارة والصناعة التقليدية والسياحة، ووزارة التنمية الريفية، ووزارة الصيد والاقتصاد البحري، ووزارة الصحة والشؤون الاجتماعية، ووزارة المالية، والوزير الأمين العام لرئاسة.
بدأ اسم بيجل يذكر في المحافل الوطنية والدولية، كما بدأ هو يخطط معالم طريق لفك العزلة عن مقاطعته والقرى التابعة لها؛ فلم يأل جهدا في أن يصل سكان منطقته نصيبهم من التنمية الشاملة، فدعم المدارس والمستوصفات والتعاونيات النسوية والصيادين التقليدين فأكسبه ذلك التوجه محبة واحتراما من طرف ساكنة مقاطعته.
في مقاطعة كرمسين وضع ولد هميد تاج الزعامة على رأسه، وكور عمامته الضخمة فكانت من تيجان العرب، وظل محتفظا بتمثيل مقاطعته في البرلمان؛ لكن نادرا ما كان يشغل المقعد، ففي كل حكومة منذ 1992 كان بيجل يعين في منصب تنفيذي فيكون المقعد البرلماني من نصيب خلفه. وهو منصب دار غالبا بين وزير المالية أو الشؤون الاقتصادية بفعل تكوينه الاقتصادي ودوره الأساسي في قطاع الضرائب لسنوات طويلة، وعلاقته الوطيدة بالرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع التي بدأت مع السنوات الأولى من حكم الأخير.
وقف بيجل علنا ضد الانقلاب على معاوية وظل مجاهرا بالوفاء له حتى عهد قريب.
في السنوات الأخيرة شغل منصب عمدة إنجاكو و انصب إهتمامه على تحسين وضعية ساكنتها فكان له ذلك.
نشير في الأخير الى أن الرجل يرأس حزب الوئام الديمقراطي .
نقلا عن صفحة الأستاذ / البراء ولد محمدن .