مواطن يعثر على مبلغ مالي كبير أثناء عودته من صلاة الفجر بنواكسوط

 بينما كان الشيخ (في عقده السادس) يسير في طريق ضيق بأحد أحياء مقاطعة تيارت (ولاية نواكشوط الشمالية) لفت انتباهه وجود قطعة قماش تبدو بالية بين رزمة من الأوراق المتناثرة عند ركن ورشة ميكانيكية لتصليح السيارات؛ فأخذها على نية الاستفادة منها في تعبئة وسادة تحمي ظهر حماره من الاحتكاك بقضبان عربته التي يبيع عليها الماء الشروب.
كان الشيخ عائدا إلى بيته من المسجد المجاور في ساعة مبكرة من الصباح بعدما حضر صلاة الفجر؛ حيث أخذ قطعة القماش معه إلى البيت، لكنه بدأ في نفضها بقوة قبل الدخول ليتفاجأ بظهور رزمة ضخمة من الأوراق النقدية من خلال فتحة في القماش؛ ليتسارع بإخراجها.
وبعد أن مزق القماش إربا إربا ولم يجد أي شيء غير النقود، دخل منزله وبدأ في عد "كنز علي بابا" الذي ساقه الله إليه دون أي مجهود ولا حتى تفكير في المال؛ ثم أخبر زوجته بالأمر؛ مؤكدا أن هذا المال ربما يكون مسروقا وقد رماه من سرقه دون أن يعرف بأمره نظرا لكونه كان ملفوفا بعناية في خرقة قماش قديمة لا تلفت الانتباه؛ وربما سقط من صاحبه، ولذا قرر تسليمه للسلطات الأمنية.
وقبل مغادرته البيت بعربته من أجل العمل الروتبني، ذهب إلى الدكان المجاور لشراء رصيد لهاتفه المحمول حيث أخبر صاحب المحل بموضوع المبلغ الذي عثر عليه؛ فنصحه هذا الأخير بالاحتفاظ به عنده والاستمرار في السؤال عمن فقد مالا عساه يعثر على صاحب المبلغ الضائع.
وقد امتثل الشيخ لهذه النصيحة، خاصة وأن كل من حدثهم بالموضوع أكدوا له سلامة هذا الخيار، لكنه لم يعثر على الشخص الذي فقد المبلغ ولا على من يذكر مبلغا ضائعا؛ إلى أن جاءته سيدة، بعد عام وأشهر، تسأله إن كان عثر على مبلغ من المال في الشارع قبل عام؛ فأجابها بالتأكيد.
قالت السيدة إن ذاك المال لها وقد سرق من منزلها في نفس الفترة التي عثر هو عليه فيها؛ ولما طلب منها تحديد المبلغ ردت بأنها لم تعد تذكر بالضبط لكنه يقارب 60 ألف أوقية، ثم سألها عن طبيعة فئات الأوراق النقدية التي ضاعت منها، فقالت إنها لا تتذكر بالضبط نظرا لطول المدة لكنها تعتقد أن أكثر تلك الأوراق من فئات 1000 و2000 و 5000 أوقية.
كان المبلغ أضعاف ما ذكرت المرأة وبأوراق نقدية موحدة، بقيمة 2000 أوقية حصريا؛ ليتبين لاحقا أحد معارف الرجل هو من شجع المرأة على ادعاء ملكية المال الذي عثر عليه الشيخ لكن أحدا لم يكن على علم بأية تفاصيل حول المبلغ باستثناء هذا الأخير وزوجته.
جديد الموضوع أن الشيخ وجد إمام مسجد في حيه أخبره بأن من حقه استخدام ما يحتاجه من هذا المال عند الضرورة فإن وجد صاحبه عوضه أو تسامحا، وإلا فلا شيء عليه.

موريتانيا اليوم