باريس ـ “رأي اليوم”:
عزز وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من الشائعات التي تتحدث عن احتجاز سعد الحريري في العربية السعودية رفقة أمراء ضمن حملة الاعتقالات التي يشنها ولي العهد محمد بن سلمان ضد معارضيه ومنافسيه المحتلمين، ولم ينجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لقائه في الرياض، وقد تتعرض السعودية لعقوبات إذا كان محتجزا ضد إرادته في السعودية.
ولأول مرة، يدلي مسؤول فرنسي بتصريح رسمي حول “احتجاز″ رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، فقد قال وزير الخارجية لودريان لإذاعة أوروبا 1 اليوم الجمعة “الحريري زار أبو ظبي قبل الرئيس ماكرون، وعليه نعتقد أنه حر في تحركاته”.
ولم يجزم وزير الخارجية في حرية الحريري بل عزز من الشكوك عندما استعمل كلمة “نعتقد” ولم يقل أن “الحريري حر طليق في تحركاته”، وكلمة نعتقد في القاموس الدبلوماسي هي تميل الى عدم الجزم بما يقوله الدبلوماسي، كما لم يؤكد أن السفير الفرنسي في الرياض قد التقاه.
ولم يلتق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته غير المبرمجة ليلة أمس الى الرياض رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل “غصبا عنه” على ما يبدو، كما لم ينجح دبلوماسيون غربيون في لقاء الحريري في الرياض على انفراد رغم سعيهم الى ذلك، وأفادت إذاعة راديو فرنسا الدولي أنه “يجهل هل حاول ماكرون لقاء الحريري في الرياض، ولكن ما هو معروف هو أن دبلوماسيين غربيين حاولوا “.
وبعد بيروت، جاء التشكيك في احتجاز الحريري وإرغامه على الاستقالة السبت الماضي من فرنسا. وتربط الحريري علاقات قوية بالطبقة الحاكمة في فرنسا وأجهزتها الأمنية، ويطلعها على تحركاته، وليس من باب التعجب كثرة الحديث في باريس عن احتجاز الحريري في السعودية.
وأخبرت مصادر عليمة بالخارجية الفرنسية لـ”رأي اليوم” أن “خارجية فرنسا متأكدة من تقييد حرية حركة الحريري وليست متأكدة هل هو احتجاز، ولكننا نريد التعامل بمرونة وحذر شديدين مع الموضوع لأنه شائك، إذا تأكد خبر الاحتجاز ستكون الدول الغربية وغير الغربية مطالبة بالتحرك للدفاع عن اتفاقيات فيينا وحتى لا تصبح سابقة تتكرر في المستقبل”، وتقول هذه المصادر “لو كان الحريري كامل الحرية لكان قد قدم الى باريس لبحث استقالته وعاد الى الرياض لينهي كل هذا الهرج والمرج”.
وبنوع من السخرية بعد أنباء احتجاز كل من الحريري والرئيس اليمني الذي يدافع عنه التحالف العربي، قال مصدر دبلوماسي فرنسي “ذهب الرئيس ماكرون الى الرياض، وأخبرنا السعوديين أن رؤوسا نووية موجهة الى السعودية في حالة احتجازه مثل الحريري”.
وتراقب دول بحذر “احتجاز″ الحريري في لبنان، وقال السفير الروسي في بيروت إلكسندر زاسبكين أنه في حالة استمرار الغموض حول الحريري قد تطرح موسكو قضية الحريري في مجلس الأمن، ولا يمكن صدور تصريح عن الدبلوماسي الروسي إذا لم يكن متأكدا من الاحتجاز ولم يتوصل بضوء أخضر من موسكو.
وتدور روايتان حول احتجاز الحريري في الرياض، الرواية الأولى تتحدث عن إرغامه على الاستقالة من رئاسة الحكومة اللبنانية لخلق أزمة في البلاد ستكون مقدمة لعمل ما مثل اندلاع حرب، والرواية الثانية تربط احتجازه بعلاقاته المالية مع أمراء معتقلين.
والرأي الراجح أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يتوصل الى انتزاع موقف من الحريري حول صمته إذا غادر الرياض، لهذا يطول الغموض حول مصير الحريري.
ونقلت مصادر لصحيفة “الأنباء” الكويتية عن النائبة بهية الحريري ان دفع بهاء الدين الحريري في اتجاه تكليفه لرئاسة الحكومة العتيدة يشكل طعنة في ظهر الرئيس سعد الحريري ترفضه العائلة بالمطلق، لأن غايته زعزعة الصف الاسلامي في لبنان وشق العائلة الحريرية.