كشفت كاميرات شبكة "BBC" لأول مرة ما يدور في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض، حيث يحتجز عشرات الموقوفين من رجال الأعمال والأمراء، في حملة ضد الفساد يقودها ولي العهد محمد بن سلمان.
مراسلة شبكة "BBC" ليز دوسيت كانت أول من استطاع الدخول إلى الفندق الذي يوصف بأنه أفخم سجن في العالم، حيث يقيم فيه عدد كبير من الـ "أمراء والوزراء ورجال الأعمال بتهم متعلقة بالفساد وغسيل الأموال، بعد الأمر الملكي بتشكيل اللجنة العليا لمكافحة الفساد في المال العام برئاسة ولي العهد".
وكما هو متوقع، أعربت مراسلة الشبكة الإخبارية البريطانية عن انبهارها بالرفاهية "العالية التي يتمتع بها الموقوفون في الفندق، حيث التقطت عدسات المصور المطاعم الفاخرة وحمامات السباحة والنادي الصحي والخدمات الترفيهية وصالات الألعاب وغيرها".
وورد في تقرير بالخصوص أن السلطات السعودية حظرت تصوير وجوه المقيمين في الفندق أو تسجيل محادثات معهم، كما كشف التقرير أن الموقوفين في الفندق يقضون معظم أوقاتهم في غرفهم ويقومون بخدمة أنفسهم بأنفسهم.
وتحدث التقرير عن حالات استياء تملكت الموقوفين في اللحظات الأولى أثناء وصولهم إلى فندق ريتز كارلتون، إلا أنهم تقبلوا الأمر فيما بعد بروية وهدوء، بخاصة أن نحو"95% من الموقوفين لديهم الرغبة في التنازل عن الأموال التي جنوها بغير حق مقابل إطلاق سراحهم ".
وذكرت مراسلة "BBC" أن الموقوفين صودرت منهم هواتفهم النقالة، إلا أنهم بالمقابل منحوا خطاً هاتفيا ساخناً "لإدارة ممتلكاتهم وأعمالهم بالإضافة إلى التواصل مع أهاليهم وممثليهم القانونيين والمحامين".
المراسلة البريطانية سمح لها بالحديث مع أحد الموقوفين، وقيل إنه يقضي معظم وقته مع محاميه في محاولة لتسوية أوضاعه، فيما أكد لها المسؤولون عن الحملة ضد الفساد أن ما يجري مع الموقوفين ليس تحقيقا بل "حديثا وديا".
يذكر أن السلطات السعودية قامت بحملة اعتقالات ضد عدد من كبار رجال الأعمال والوزراء والأمراء، بما في ذلك شخصيات قريبة من الملك سلمان بن عبد العزيز.
ومن بين الشخصيات الشهيرة التي طالتها الحملة ضد الفساد في السعودية الأمير والملياردير الوليد بن طلال، ووزير الحرس الوطني المقال الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وشقيقه تركي، وآخرون.