منتدى المعارضة يدعو إلى "التحرر من الخنوع والخضوع للواقع المزري"

اثنين, 11/12/2017 - 13:48

أعلن منتدى المعارضة الموريتانية، الدعوة إلى: "التحرر من الخنوع والخضوع للواقع المزري".
وقال في بيان له: "يجدر بكل واحد منا أن يقف اليوم وقفة تأمل وتدبر صادقة، بعيدا عن ضوضاء الدعاية المغرضة والتجاذبات السياسية، لتقدير مدى حجم الضرر الذي لحق بالأغلبية الساحقة من هذا الشعب، سواء على مستوى الأفراد والأسر، أم على مستوى الوطن ككل، بعد انقضاء حوالي عشر سنوات من حكم ولد عبد العزيز.
لقد تقهقر المسلسل الديمقراطي، وحل تسلط الفرد محل سلطة القانون، وانتهك الدستور، وتم الاعتداء على المؤسسات المنتخبة وتشويه رموز الوطن وتجريمها في محاولة لطمس تاريخ البلد ومحو ذاكرته، وتم الاعتداء على الحريات وقمع التظاهرات والاحتجاجات السلمية، وحظر نشاطات الأحزاب السياسية، وإسكات الإعلام الحر، والاعتداء على حصانة البرلمانيين وسجنهم ومتابعتهم، ومتابعة الصحفيين والنقابيين ورجال الأعمال والمدافعين عن حقوق الإنسان، ومعاملة الجميع بالغطرسة والاحتقار، لا فرق في ذلك بين معارض أو موال.
لقد تدهورت القوة الشرائية للمواطنين وساءت أحوالهم بفعل ارتفاع الأسعار والضرائب وانعدام السيولة لدى الأغلبية الساحقة منهم : ففي الفترة ما بين 2008 و20017 ارتفع سعر كيلوغرام الأرز من 200 إلى 300 أوقية، وكيلوغرام السكر من 180 إلى 300 أوقية، ولتر الزيت من 320 إلى 450 أوقية، وكيلوغرام اللحم من 1000 إلى 2200 أوقية، وكيلوغرام السمك من 1000 إلى  2400، وقنينة الغاز من 2300 إلى 3300 أوقية، ولتر الكازوال من 280 إلى 384 أوقية.
وفي نفس الفترة، انخفضت قيمة الأوقية من 241 إلى 370 أوقية مقابل الدولار الواحد، ومن 354 إلى 455 أوقية مقابل الأورو الواحد، وارتفعت مديونية البلد من 1.427 مليون دولار إلى 4.669 مليون دولار، وعمت صفقات التراضي بالمليارات، وأفلست شركات الدولة، وتركزت ثروة البلد في أيدي ولد عبد العزيز وحاشيته القريبة. وجاء تبديل العملة لتغطية ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة الأوقية أمام العملات الأجنبية. فزيادة أوقية أو خمس أواق مثلا على سعر مادة أساسية لن يظهر في عين المستهلك شيئا يذكر لتعوده على العملة الحالية، ولكنه في الحقيقة سيدفعه من جيبه بعشر أضعاف هذه الزيادة. وذلك هو الحال بالنسبة لنقص قيمة العملة أمام العملات الأجنبية.
لقد تدهور التعليم بصورة مقلقة، وبيعت المدارس وتحولت إلى حوانيت، وأصبح التعليم العمومي تكريسا للتهميش والتفرقة والفشل، وصار الكثير من المواطنين يتحملون ما لا يطيقون بحثا عن منقذ لمستقبل أبنائهم في تعليم حر يتسم هو الآخر بالفوضى والإهمال، وفقد المواطنون ثقتهم في المنشآت الصحية بفعل ضعف التجهيزات وانتشار الأدوية المزورة وأصبحوا يلجأون للدول المجاورة بحثا عن العلاج، وعم العطش العديد من أحياء العاصمة والكثير من المدن والقرى في الداخل، ولم تلق استغاثة العالم الريفي سوى وعود لن تكون أحسن حظا من كل الوعود العرقوبية التي يطلقها النظام، وانتشرت الجريمة والقتل والاغتصاب بشكل لم يسبق له مثيل.
لم يكتف النظام بإذكاء النعرات العرقية والشرائحية والقبلية من أجل تفكيك وحدة هذا الشعب، بل أضاف اليها عوامل جديدة للتفرقة والشقاق حيث فرض علما ونشيدا محل خلاف كبير بدل علم ونشيد ظلا موضع إجماع من طرف كل الموريتانيين بمختلف مشاربهم وأجيالهم.
ذلكم هو حال البلد اليوم، وذلكم هو الواقع الذي يعيشه المواطنون ويحسه كل واحد منا، ولا يمكن أن تحجبه دعايات النظام حول "الانجازات"، ولا يمكن أن تعلقه على شماعة "التراكمات". البلد اليوم يعيش حالة احتقان حقيقي. فالسؤال الذي يطرحه الجميع اليوم، سواء في البيوت، أو في الشارع، أوفي وسائل النقل العمومية وحتى في المكاتب هو "إلى أين نسير؟"، تعبيرا عن القلق الذي يساور الجميع اليوم حول المصير المظلم الذي يقود إليه النظام هذا البلد.
لقد حان الوقت لنتحرر من الخنوع والخضوع لهذا الواقع المزري. فلا منقذ لنا ولا مخلص لبلدنا سوى تكاتفنا جميعا وتصميمنا على تغيير أحوالنا نحو الأفضل. "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (صدق الله العظيم).