وكالات
حين ظهرت نتيجة التصويت على مشروع القرار الذي تبنته مصر ضد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، بالقدس عاصمة لإسرائيل، فوجئت الدول العربية بموقف دولة طالما أظهرت تعاطفها مع العرب والمسلمين.
إنها كندا؛ تلك الدولة التي امتنعت عن التصويت، في خطوة وصفها الكاتب تيم هاربر، في مقال بصحيفة "تورنتو ستار" الكندية، بأنها "غير متوقعة" لا سيما أن حكومة ترودو المعروفة بتأييدها للحقوق الفلسطينية، لكن قرار له دوافعه، بحسب الكاتب.
يشير الكاتب إلى أن حكومة كندا كانت مخيرة بين أمرين، إما أن تعارض ترامب وتتمسك بمبادئها، أو تؤيد قرار ترامب، لكنها فضلت البقاء في الهامش، وتركت القرار لبقية العالم، لئلا تثير استفزاز ترامب في الوقت الذي تحيط فيه الكثير من الشكوك بمستقبل أهم علاقة تجارية بالنسبة لها مع أمريكا (نافتا) التي باتت على المحك، والتي من المقرر أن تستأنف الشهر المقبل.
ويصف الكاتب قرار امتناع كندا عن التصويت بالخطوة الجبانة، لا سيما في ضوء التهديدات التي وجهتها نيكي هالي، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ويبعث برسالة مفادها أنها لم ترغب في أن تكون حاضرة، ولم ترد أن تتخذ موقفًا، بل وكانت تتمنى لو أن يمر كل هذا سريعًا.
وجاءت نتيجة التصويت لصالح القرار الذي وصف إجراء ترامب بأنه "باطل" بموافقة 128 دولة، ورفض تسع دول، وامتناع 35 دولة عن التصويت، وحظيت الولايات المتحدة بدعم حلفاء رئيسيين مثل توغو، وبالاو، وجزر مارشال، وميكرونيزيا، وناورو، وهندوراس، وغواتيمالا، وإسرائيل.
وعبر الكاتب عن خيبة أمله من هذا الامتناع، قائلا إن "كندا فقدت صوتها في الشرق الأوسط من أجل استرضاء رئيس طالما وقف ضد كل شيء في صالحها، بل وتلاعب بها أثناء مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، لافتًا إلى أن ترامب إذا أراد الخروج من هذه الاتفاقية سيفعل ذلك، وعندها ستدرك كندا أن فقدان صوتها الدولي أضرها أكثر ما نفعها".