.gif)
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدي و مولاي رسول الله؛
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي } صدق الله العظيم.
{وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي } صدق الله العظيم.
إلى الذين - خاصة من شبابنا - ينتقدون و بمرارة أداء أحزابنا السياسية و طبقتنا السياسية و يتحاملون عليهم - حتى لا أقول يسخرون منهم - أحايين أخرى، و هم في ذلك - بشكل أو بآخر - محقون، أقول " إذا عرف السبب بطل العجب".
السبب بسيط، فالسياسة - بالنسبة للآخرين - تطورت من فكر سياسي (الأيدلوجيا السياسية) إلى عملية سياسية (تطور نمط السلط السياسية) إلى الصناعة السياسية (تحسين أداء النخب و الأطر السياسية لإيصالها لمرحلة التنافسية المؤطرة و الآمنة). أما لدينا، فالسياسة بالنسبة للبعض ما زالت في طور التمسك بالأيدلوجيات كما هي بلا تطوير و لا حتى تكييف مع منسوب عالي من التنافر و الصراع فيما بين منتسبيها، و الانتخابات كعملية ميكانيكية نفعية بالنسبة للبعض الآخر، و حسابات الربح و الخسارة في الإمتيازات المادية و المعنوية بالنسبة للبقية. فيما أغفل الجميع عملية الصناعة السياسية من تثقيف سياسي، و من مأسسة للأحزاب السياسية، و من خلق و تكوين و تحديث مستوى لكوادر سياسية محترفة، و من خطاب سياسي جامع هادئ متوازن وناضج، و من وسائل تواصل و إيصال.
لطفا بهم, لا تقسوا عليهم، بل طالبوهم و حفزوهم و حتى اجبروهم - إن إستطعتم - على الإنتقال إلى طور التفاعل مع نمو و تقدم الممارسة السياسية كعملية تقنية عالية الأداء بعيدة المدى و أبعد ما تكون عن السطحية و الغوغائية و الشعبوية و البراغماتية الوصولية و قصر النظر. عندها - و عندها فقط - سنمتلك أطرا - بمعنى أحزاب - سياسية قوية متماسكة ضاربة الجذور و قابلة للتطور و للإستمرارية، و عندها أيضا ستكون لدينا نخب سياسية سنتفاوت - بالتأكيد - في درجة الإيمان بأفكارها و طرحها و بمستوى كاريزميتها و الإقتناع بممارساتها و الإنخراط في مشاريعها و إن كنا لا نختلف على الحكم بمكانتها و نخبويتها و أهليتها و هي أمور لا غنى عنها لتقبلنا لفكرة و إمكانية قيادتها لنا و قبولنا بذلك.