ماذا ترك ولد عبد العزيز من دون أن يعبث به في هذه البلد؟
ـ تم تمزيق كتاب الله (شلت أياديهم) و قمع المتظاهرون استكبارا لفعلتهم الشنيعة بالرصاص الحي و استشهد فيها الطالب أحمد ولد حمود (مارس 2014)..
ـ تمت الإساء إلى سيد الخلق عليه أفضل الصلاة و السلام ..
ـ تم محق القيم و الأخلاق بإرادة فاعلة و ممنهجة و انتشرت المخدرات و الفسق و الجرائم حتى وصلت المدارس الابتدائية و القرى الداخلية ..
ـ تم نهب خيرات هذا الشعب المستباح بطرق مكشوفة متحدية للجميع و متبجحة بازدرائها للجميع ..
ـ تم تهميش كل طاقات البلد العلمية و الثقافية و تحكيم ثلة من الجهلة المرتزقة في مصير شعب دمرت مناعته بالتفقير و التجهيل و الوعود الكاذبة..
ـ تم العمل بكل الوسائل علي تفكيك المجتمع من الأسرة إلى القبيلة و الفيئة و الشريحة و الجهة ..
ـ تم انتهاك حرمة الدولة بكل الطرق ، من بيع مدارسها و استباحة رموزها (العلم و النشيد) و المباني الشاهدة على تأسيسها (بلوكات و المؤسسات التعليمية الأقدم في العاصمة) ..
ـ كرامة رجال الدولة و رموزها تم الازدراء بها و تمزيقها من قبل أتفه الناس و أكثرهم خسة و نذالة ؛ ولد عبد العزيز و ولد محم و ولد اجاي و ولد الطيب (…) و هلم جرا و سحلا و تمزيقا.. و لسان حالهم يردد “لو ذات سوار لطمتني”.
ـ و اليوم و بعد أن حول ولد عبد العزيز و عصابته أموالهم إلى عملات صعبة و مباني و عقارات في داخل الوطن و في المغرب و إسبانيا و فرنسا و دبي و داكار و بعد أن امتصوا ما في السوق من سيولة و زوروا العملة و بيضوا كل أموال جرائمهم العابرة للقارات ، يقومون بالسطو الممنهج على العملة . إن تحليلات كل الاقتصاديين و المنظرين الماليين مغلوطة و خاطئة و أحيانا بريئة:
ما سيحدث في موريتانيا بعد سريان هذه الجريمة هو انهيار كلي للعملة و سيرفض العالم أجمع التعامل مع ما تسوقه العصابة و هذا ما تريده العصابة بالضبط لأنه سيساهم في خلط الأوراق و التغطية على بعض جرائمهم.
ـ كيف لا يتساءل الموريتانيون العقلاء ، لماذا يقوم ولد عبد العزيز في آخر أيام مأموريته الأخيرة بإلغاء مجلس الشيوخ و إنشاء المجالس البلدية و تغيير العلم و النشيد و محق الأوقية؟
ـ كيف لا تتساءلون ، لماذا لا يقوم ولد عبد العزيز بما يسميه إصلاحات في مأمورياته و يفرضها على برنامج من سيأتي بعده ؛ كأنه يريد أن يقول لنا ، أنا لن أذهب أو على من يأتي بعدي أن يغرق في جحيم جرائمي ..
ـ لم يبق لولد عبد العزيز و عصابته أي مخرج غير سياسة الأرض المحروقة و هذا ما يعملون عليه اليوم من خلال تأجيج نيران الكراهية بين فئات المجتمع و الدعوات القبلية و الجهوية و إفلاس السوق و تحطيم معنويات الجميع و انسداد كل الآفاق..
لا يخفى على أي عاقل اليوم ما تجرنا إليه هذه العصابة الحقيرة و من يحاول أن يشرح ما يقومون به بغير ما يعلنون من عداء لهذا الوطن ، يساهم في التغطية على جريمة ستلتهم نيرانها الجميع إذا لم نتداركها من الآن..
على المعارضة أن تتحول إلى مقاومة.
على الجيش الوطني أن يحمي شعبه و بلده.
على عقلاء هذا الشعب و مثقفيه و علمائه الملتزمين أن يتجاوزوا مرحلة التشكيك و التردد و يشرحوا للشعب خطورة ما تجرهم هذه العصابة إليه بكل أمانة و وضوح ..
على الشعب الموريتاني أن يعي أنه أصبح على مشارف خطر لا قبل له بمواجهته، إذا لم يحسم أمره من الآن.. أن يعي أن كل دقيقة تمر تعقد وضعه و تجره إلى حتفه..
و في الأخير ؛ مخطئ من يعتقد أن خريج جامعة لا يرسب فيها موريتاني و بشهادة متوسطة مثل الجاهل ولد اجاي و فني معلوماتية مثل عزيز ولد الداهي (محافظ البنك المركزي و حامل الجنسية السنغالية مثل والده عضو بلدية اللوكة سابقا ) و أمي مثل ولد عبد العزيز، يستطيعون الإشراف على تحول بهذا التعقيد و التحكم في ميكانيسمات نجاحه أو فشله : هذه مجموعة من الجهلة ليس من بينهم من يستطيع فهم الفرق بين دور وزارة المالية و وزارة الاقتصاد فقاموا بدمج الوزارتين حين وقعوا عدة مرات في الخلط بين صلاحياتهما .. أنتم تغرقون في بحر من ظلمات الجهل و الإجرام من دون أن تدركوا خطورة ما ستؤول إليه الأمور تماما مثل من يبيعون عقاراتهم يوميا بالدين لرجل لا يعرفون اسمه الحقيقي و لا مصادر أمواله و لا حقيقة قدرته على الدفع ، يضن عليهم في عقد البيع حتى بالاعتراف بأنه اشترى منهم بيوتا أو قطعا و في عملية مشبوهة من جميع الجوانب و تفتقر إلى أي منطق تجاري : إذا كان الله يفتح أبواب السماء للشيخ الرضا فعلى الأخير أن يبني مدينة على المريخ و يترك لفقراء نواكشوط بيوتا و قطعا حصلوا عليها بعد عشرات السنين من العيش في أحياء الانتظار : أليس في هذا البلد رجل عاقل ؟ أيكون مثل هذا التصرف في أرض بها سلطة و لو بدائية؟
ما يحدث في موريتانيا يا ناس ، تجاوز كل حدود المعجزات ؛ فهل سيظل الشعب يستسلم لهذه الفوضى العارمة حتى تشتعل نيرانها على رأسه؟
قد يكون هناك من بين العامية من يفوته الكثير من مخاطر ما تتخبط فيه البلاد اليوم لكنني متأكد أن جميع ضباط الجيش من خريجي الكليات العسكرية و الحربية المحترمة ، يدركون بتفاصيل التفاصيل كل مخاطر ما تتجه إليه موريتانيا اليوم بسبب تحكم هذه العصابة المجرمة (…!!؟) فأين الوفاء للوطن الذي تتشدقون به ؟ بأي لغة تريدون الوطن أن يناديكم؟ إذا لم تكونوا قادرين على التغيير في بزاتكم العسكرية، انزلوا إلى الشارع مع العزل لموجهة هذا الطغيان الأعمى.
كيف تريدوننا أن نفتخر بجيش لم ينتصر يوما إلا علينا و لم يهدد يوما غيرنا.
اللهم إني قد أنذرت