أطلقت السلطات السعودية السبت سراح الملياردير الامير الوليد بن طلال بعد نحو ثلاثة أشهر من توقيفه مع آخرين على خلفية قضايا قالت السلطات أنها على علاقة بالفساد، في خطوة تؤشر الى قرب انتهاء توقيف هؤلاء في فندق في الرياض.
وجاء اطلاق سراح رجل الاعمال الثري بعد ساعات من الافراج عن موقوفين بارزين آخرين بينهم مالك مجموعة "ام بي سي" وليد آل ابراهيم ومسؤولان سابقان هما خالد التويجري رئيس الديوان الملكي السابق والامير تركي بن ناصر رئيس هيئة الارصاد السابق.
وقال شريك تجاري للامير الوليد متحدثا لوكالة فرانس برس "لقد خرج"، من دون ان يوضح اذا كان مالك شركة "المملكة القابضة" ومجوعة قنوات "روتانا" توصل الى تسوية مالية مع السلطات لقاء الافراج عنه مثلما حدث مع موقوفين آخرين.
ولم يجب مسؤولون حكوميون سعوديون على اسئلة فرانس برس حيال ظروف خروجه من مقر توقيفه.
والوليد بن طلال أبرز رجال الاعمال الذين اوقفتهم السلطات في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2017 الى جانب أمراء ومسؤولين ونقلتهم الى فندق "ريتز كارلتون" في العاصمة السعودية.
وتقول السلطات ان التوقيفات التي طالت نحو 350 شخصية، بينهم أمراء وسياسيون ومسؤولون سابقون ورجال اعمل، جرت في اطار حملة لمكافحة الفساد نفذتها لجنة يرأسها ولي العهد الامير الشاب محمد بن سلمان (32 عاما).
وأثار توقيف هؤلاء وخصوصا الامير الوليد بن طلال قلقا لدى المستثمرين وخشية من ان يسارعوا الى سحب رؤوس الاموال ما قد يؤدي ايضا الى إبطاء الاصلاحات في المملكة الباحثة عن تنويع اقتصادها لوقف ارتهانه للنفط.
- تسويات مالية -
يصنف رجل الاعمال الوليد بن طلال (62 عاما) بين أثرى أثرياء العالم، وهو حفيد شخصيتين معروفتين: الملك عبد العزيز بن سعود مؤسس العربية السعودية، ورياض الصلح رئيس أول حكومة لبنانية بعد الاستقلال.
و"المملكة القابضة" شريكة في فندق جورج الخامس الباريسي الشهير في جادة الشانزليزيه. كما يملك الوليد بن طلال أسهما في "تويتر" وفي "يورو ديزني" في فرنسا، وفي شركة الانتاج الاميركية للافلام "توينتي فيرست سنتشري فوكس".
وتقدر مجلة فوربس ثروة الوليد بن طلال ب 18،7 مليار دولار، ما يضعه في المرتبة 45 بين أثرى أثرياء العالم.
وكما هي حال قضية الامير الوليد، لم يتضح ايضا ما اذا كان وليد آل ابراهيم مالك "ام بي سي"، احدى اكبر الشبكات التلفزيونية في العالم العربي، أبرم تسوية مع السلطات.
وقال موظفون لوكالة فرانس برس ان وليد آل ابراهيم، وهو اخو زوجة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، اطلق سراحه الجمعة من فندق "ريتز كارلتون" في الرياض وتوجه بعد ذلك الى منزله حيث اجتمع بأفراد عائلته.
وتلقى الموظفون رسالة الكترونية تهنئهم بخروجه من مقر احتجازه.
وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" ذكرت في مقال نشرته قبل ساعات من اطلاق سراحه ان المفاوضين طلبوا من مالك "ام بي سي" التخلي عن ملكيتها.
اما بالنسبة الى التويجري والامير تركي، فقال مصدر مقرب من الحكومة لفرانس برس انهما عقدا تسويات مالية.
وفي الاسابيع الماضية، أطلقت السلطات سراح موقوفين بينهم الامير متعب بن عبد الله الذي كان يعتبر من المرشحين لتولي العرش. ودفع الامير متعب مليار دولار لقاء الافراج عنه، حسبما افاد مصدر مقرب من الحكومة.
وفي الخامس من كانون الاول/ديسمبر 2017، اعلن النائب العام السعودي سعود المعجب ان غالبية الموقوفين في الحملة ضد الفساد وافقوا على تسوية أوضاعهم بعد تصريحات قال فيها ان أموال الاختلاسات او الفساد تبلغ ما لا يقل عن 100 مليار دولار.
وذكر المعجب ان الاشخاص الذين لا يوافقون على تسوية اوضاعهم عبر دفع مبالغ مالية ستتم احالتهم الى القضاء لمحاكمتهم بتهم تتعلق بالفساد.
وفي مؤشر على قرب وصول عملية توقيف هؤلاء في الفندق الى نهايتها، اعلن "ريتز كارلتون" قبول الحجوزات واستضافة الزبائن ابتداء من 14 شباط/فبراير 2018.
انوج شوبرا وعبدالهادي حبتور/فرانس24