بيروت-”القدس العربي” – من سعد الياس:
لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى ” أن القدس والمقدسات الإسلامية المسيحية هي جوهر الصراع القائم “، مشيراً الى ” ما تتعرض له القدس ومن خلفها القضية الفلسطينية من مساع للاعداء للسيطرة والتصفية وحسم المعركة وخطوات جديدة كان آخرها هذا العام، اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للكيان الغاصب ونقل السفارة الامريكية الى القدس.
وأكد نصرالله “اننا نلتقي في يوم القدس العالمي الذي أعلنه الامام الخميني يوماً عالمياً، عندما اختار آخر يوم جمعة من شهر رمضان ليكون يوماً عالمياً للقدس، لما يعنيه هذا اليوم من قيمة دينية وعبادية وفكرية وجهادية وانسانية”.
وفي كلمة له بمناسبة يوم القدس العالم في مارون الراس، قال “ان الاخطر هذا العام هو ما يجري تداوله من حديث حول صفقة القرن والتي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وتسليم القدس والمقدسات للكيان الغاصب”، مشيراً الى “اننا اخترنا هذا العام أن يكون احياء هذه المناسبة في بلدة مارون الراس لرمزيتين، الاولى على الحدود مع فلسطين المحتلة، رمزية الحدود والقرب من فلسطين بالمكان والقلب والروح والعقل والنفس والتأمل وكل المشاعر. والرمزية الثانية ما تعنية بلدة مارون الراس من رمزية مقاومة وصمود وبطولة وشجاعة وتحدي عبر عنها مجاهدو المقاومة في مواجهة العدوان الاسرائيلي في حرب تموز″.
ورأى ان “أمام القدس ثلاثة تحديات، التحدي الاول بعد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل وهو الامر الذي كان متوقعاً ومنسجماً مع السياسات الامريكية، هناك معركة أن لا يعترف العالم ودول العالم وخصوصاً الدول العربية والاسلامية بهذا الامر وأن لا يستسلموا له.والتحدي الثاني هو التحدي الديموغرافي في القدس، والتحدي في تغيير البنية السكانية. الصهاينة منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967 وهم يعملون لايجاد تغيير ديموغرافي حاسم في مدينة القدس الشرقية والقدس ككل.والتحدي الثالث هو مسألة المقدسات وبالأخص بيت المقدس، المسجد الأقصى وكل ما هو موجود داخل حرم القدس. في كلا هاتين المعركتين، الحقيقة هي أن السكان المقدسيين العرب من مسلمين ومسيحيين يقع على عاتقهم العبء الاكبر والرهان الاساسي عليهم. بمعنى أن بقائهم وحفاظهم على بيوتهم هي المعركة الحقيقية والتي قام بها سكان القدس من 1967 الى اليوم”.
وقال ” للأسف بعض العرب وبعض دول الخليج يرسلون المال لشراء البيوت من المقدسيين، ورجال الاعمال العرب الخونة يبيعون هذه المنازل للصهاينة. لكي نساعد المقدسيين على الصمود مطلوب مال تبرعات تقديمات من دول وأغنياء ومن الشعوب “.
وأكد أن “لا أحد قدم منذ 70 عاماً في إطار الضعف والهزيمة والاحساس بالعجز تنظيراً دينياً أو عقائدياً أو فلسفياً أو تاريخياً لهذه الهزيمة. اليوم يقدم هذا التنظير وبالدرجة الاولى تتحمل مسؤوليته السعودية وبدأ يجد ألسنة واقلام له في العالم العربي. من يقول إن للإسرائيليين حق تاريخي في القدس أمر خطر في معنى تحريف التاريخ والدين. هذا تزوير وتحريف لآيات القرآن ومفاهيم الاسلام”.
ورأى نصر الله ان “هناك من يريد أن يحمي عرشه هنا وعرشه هناك. الذي يحمي العروش والانظمة والحكومات في منطقتنا.اذا هناك دولة أو نظام أو رئيس يراد الاطاحة به يحميه اما شعبه أو أميركا من خلال العقوبات والحرب العسكرية أن تمنع اسقاط هذا العرش. هؤلاء ليس لهم قيمهم عند شعوبهم وترامب نفسه قال عن بعض الدول في المنطقة أن هناك حكومات ودول وأنظمة اذا تخلينا عنها تسقط بأسبوع″.
ورأى أنه “ما كانت إيران لتواجه كل هذا العداء الأميركي الإسرائيلي الخليجي لو سلّمت للمؤامرة ضد فلسطين”.
وأشار الى أن “سوريا دولة محورية في محور المقاومة، تعرضت لحرب كونية عالمية استخدمت فيها كل المحرمات. اليوم 2018 بحمد الله المساحة الاكبر والاهم من مساحة سوريا أصبحت آمنة واستعادة الدولة سيطرتها وحضورها. ومن الواضح أن المحور المعادي يبحث عن تحقيق ولو بعض المكاسب”.
وختم “لم يكن لدينا مشروع خاص في سوريا، وأقول للعالم كله، ليس لحزب الله مشروع خاص في سوريا على الاطلاق، نحن موجودون في سوريا حيث يجب أن نكون وحيث طلبت القيادة السورية منا أن نكون موجودين”، لافتاً الى أنه ” لو اجتمع العالم كله ليفرض علينا أن نخرج من سوريا لن نخرج من سوريا إلا بطلب من القيادة السورية”