سعد الياس
بيروت – «القدس العربي»: يكاد لا يمر يوم في لبنان من دون الاضاءة على قضية مثيرة للجدل وآخرها ما يتعلق بطفل سوداني بشرته سوداء إعتذرت إحدى دور الحضانة في منطقة كسروان عن عدم استقباله بسبب رفض عدد من السيدات اللبنانيات اللواتي لم توافق على الاختلاط بين أطفالهن والطفل السوداني وحفاظاً على الـ Prestige أو الوجاهة.
وقد لقيت قضية هذا الطفل تعاطفاً كبيراً لدى اللبنانيين الذين عبّروا عن غضبهم على دار الحضانة وعلى الامهات اللواتي رفضن استقبال هذا الطفل مع اولادهن.وكانت سيدة سودانية قررت العيش في لبنان مع عائلتها ووجدت وظيفة لتساعد زوجها على تأمين مدخول مقبول، وأرادت أن تضع طفلها عبد الرزاق البالغ من العمر سنة وتسعة أشهر في إحدى الحضانات ليمضي وقته باللهو مع الأطفال ، لكنها إصطدمت بواقع الجهل والعنصرية ليس لعدم القدرة على دفع المبلغ المتوجب بل لأنه لون الطفل أسود.
وقد إستغرب والد الطفل طريقة التصرف معتبراً « أن لبنان هو بلد الحرية وتقبّل الآخر». وروى أنه «جاء إلى لبنان للعمل منذ 20 عاماً وبات يعتبر لبنان بلده الام وعندما قرر أن يتزوج منذ خمس سنوات، أصر على أن يبقى وعائلته في لبنان».
وإزاء هذا التصرف من دار الحضانة ، عمدت وزارة الصحة إلى التحرك الفوري والتقصي عن اسم وعنوان الحضانة لأن الوزارة لم تتلق اي شكوى رسمية في هذا الاطار. وقررت الوزارة الآتي :
أولاً: توجيه إنذار خطي للحضانة لمخالفتها أبسط قواعد حقوق الانسان والطفل بما فيها القانون 422/200 المعني بحماية الطفل.
ثانياً: التنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية لاجراء دورة توعية ضد العنصرية للاهالي الرافضين دخول الطفل السوداني إلى الحضانة من جهة، ومساعدة عائلة الطفل لتخطي التعنيف المعنوي الذي تعرضت له من جهة اخرى.
ثالثاً: تم التواصل مع والد الطفل بغية ابلاغه بامكان الحضانة استقباله، فشكر الوالد الوزارة على اهتمامها الا انه تمّ تسجيل الطفل في حضانة اخرى.
وشدّدت وزارة الصحة العامة على الحضانات « بضرورة احترام شرعة حقوق الطفل ورفض كل انواع التمييز العنصري تحت طائلة الملاحقة «.
وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عبّروا عن إستيائهم مما جرى.ونشرت فيرا بو منصف صورة للطفل وسألت» كيف الكن قلب ترفضوه ليكو ما اهضمو؟ يا الهي شو هالجهل وين انسانيتكن ؟ اي دين بيقبل هالعنصرية ؟ لانو أسود البشرة؟؟».
وتوجّهت نجاة الجميّل إلى السيدات اللواتي انتفضن على طفل صغير «أسود»، بالقول « تذكّرن فقط أنكن تستخدمن في بيوتكن «سوداوات» لمساعدتكن والإهتمام بعائلاتكن. وفي مَثَل يومي تافه، أخذت ابني البالغ من العمر 4 سنوات منذ أربع سنوات حتى اليوم، مئات المرات إلى Playground الأطفال، فلم أجد وللاسف الا من تصفونهن بـ «السوداوات» يعتنين بأطفالكن، فيما انتن تائهات في الـ Shopping والثرثرة، غير مكترثات لفلذات اكبادكن… تخلصنّ من عنصريتكنّ المريضة ومن أفكاركنّ الموبوءة ومن «شوفة الحال» التي تجعلكن صغيرات… صغيرات جدًا، فلا هذه ثقافتنا ولا هذا لبناننا! عن جد استحوا!. «.
وطالب البعض بتجنيس الطفل نكاية ببرستيج الاهالي ، وكتب ميشال بيطار « مشكلتنا إنو مفكرين حالنا افهم وأرتب من غيرنا…تعصّب تخلّف جهل وقلة وعي عند معظم اللبنانيين … الديون أكلتنا والزبالة طامتنا والعتمة عاميتنا والدولة داعستنا والطائفية والعنصرية والسياسة هبلتنا … وبعدين مفكرين حالنا بلد وشايفين حالنا عالعالم».
ودوّنت نور عماشة ما يلي «يا عيب الشوم! شو بدنا نقول ببلد ترفض فيه ادارة المسابح والمنتجعات استقبال السيدات والرجال اصحاب البشرة الداكنة أو الاسيويات والاسيويين مثل الجنسية الفيليبينية أو النيبالية وغيرها».
في المقابل، كتبت جنيكا «أنا ضد العنصرية بس بصراحة قرفت من الغربية ببلدي بين السوري والسوداني والمصري والهندي وحابب لاقي شي لبناني ماشي عالطريق…بليز وين اللبنانيي؟».