من المضحك حقا أن يتكلم الكنتي بلهجة التنقيص و الانتقاد و التنكيل أحيانا عن "رجل الظل"، ناسيا من يكون و يسهب في نحت صفاته عن غير قصد، ناسيا أنه يصور نفسه و يتحدث عن نفسه و يفكر بصوت عال في ما كان ينبغي أن يتحاشى الحديث فيه.
من الخصائص التي يتكلم عنها بموعظة و إسهاب كل من عرفوا ولد عبد العزيز عن قرب ، أنك إذا أحسنت إليه أساء إليك و إذا أكرمته أهانك و إذا قربته أبعدك و إذا أوفيت له خذلك و إذا استأمنته خانك و إذا نصحته بأمانة بغضك و إن أحسنت إليه المودة احتقرك : ولد عبد العزيز حسب ما يقوله الكنتي نفسه وولد انويكظ و إسلم ولد تاج الدين و ولد بونا مختار و بيجل و مسعود و بنه و زيدان و ولد بايه و ولد أجاي و ولد الطيب و من على شاكلتهم من المتمصلحين ممن يمكن أن نعتبرهم على مستوى الخبراء في مجال التعاطي بتزلف مع الأنظمة، إنسان مكتمل صفات اللؤم و التفاهة و الأنانية.
عن أي رجل و أي الظل تتحدث يا كنتي؟
أنتم لستم رجال و "هو" ليس ظلا . و مقارنة ولد عبد العزيز (الظل) بجمال عبد الناصر و هواري بومدين ، إساءة إلى التاريخ و مقارنة رجال ظلالهما بخراف حظيرته إساءة أكبر إلى الأخلاق والإنسانية بكل المفاهيم ..
هذه التعابير الالمجانية تماثل تماما (في رد أحدهم علي الكنتي) حديثه عن الوشاية بين "رفاق السلاح" : أي رفقة و أي سلاح؟ ولد الغزواني ميكانيكي دبابات و ولد عبد العزيز سمكري (Tolier)، هذه هي الرفقة بين الاثنين رغم تنكرهما لها و لا علاقة لأي منهما بالسلاح و لا بميادينه ، فمكان الاثنين في مؤخرة الجيش مع الطباخين و مخازن اللوجستيك و من هذا الموقع احترفا النشل و التحايل.
الموريتانيون مولعون باستعمال العبارات الجاهزة و الانزلاق في منحدرات الحماس القاتلة. أنتم جميعا تساقون من دون وعي منكم إلى مأزق النهاية التي تستحقونها .
ما أراده الكنتي هنا هو جزء مما يحدث في كل مكان تحتله العصابة اليوم : الاتحاد من أجل نهب الجمهورية في صراع ديكة بلا أخلاق و لا ضوابط و ما يخفى أعظم .. من تسمونهم وزراء (و ما هم في الحقيقة غير حراس بوابات وزارات مغلقة بلا ميزانيات و لا برامج و لا توكل إلى أي منهم أي مسؤولية )، مدرسة وشاية بقيادة ثعلبها الاول ، البهلول ولد حدمين بفانوسه (في أصبعه الصغرى اليمنى) ، الذي لا يوجهه إلى أحد إلا و استجاب لكل طلباته، في عقله المريض. لقد جعلهم الفراغ و الخوف و الطمع يحولون مأساتهم إلى ملهاة اجتماعية و فن متطور يستمد غوايته من ضاربات الرمل و مكسري الأيادي و دجل أدعياء الصلاح.
و ليس صحيحا ـ كما يتبادر للبعض ـ أن لا أحد من بين خراف الظل و الكنتي على رأسهم ، يرى نفسه أو يحاسب غير غيره. إنهم مدركون جميعا لورطتهم و يعرفون جميعا أنهم أسرفوا على أنفسهم في لعنة ولد عبد العزيز و تجاوزوا كل الخطوط الحمراء في حق شعبهم و بلدهم ؛ فمنهم الآن من يمارس الهروب إلى الأمام (جبنا) و منهم يبحث عن وسيلة للخروج من مأزقه من دون أن يعرف كيف يفعلها و منهم من يبحث عن بطولة بتموقع ذكي يوهم الناس من خلاله أنه هو من أوقع بعزيز و هو وحده من يعرف متى و كيف يحرق زوارق عودته.
لا ود و لا عهد و لا أمانة عادة لرجال الظل بالأحرى خرافه ؛ و ما سترونه في الأشهر القادمة ستحارون من هول تناقضاته.
العصابة الآن تعيش حالة هلع مضحكة و منقسمة إلى أربعة أقسام ، من المهم أن تعرف أين يضع الكنتي نفسه فيها لتستطيع فهم ما يكتبه :
ـ من يراهنون على بقاء ولد عبد العزيز و هم اليائسون من رحمة الشعب لما ارتكبوه من جرائم في حقه و على رأسهم الكنتي و زعيم شلخة الحمير ولد أجاي و ولد محم خيره و ولد حدمين و ولد باي و ليس أمامهم سوى أن يتمنوا بقاء ولد عبد العزيز و العمل عليه ، سواء كان في ارتخاء كف الممكن أو في قبضة المستحيل.
ـ من يرون استحالة بقائه و يؤمنون بقدرته على تخليف غيره و يغطسون في وحل تخمينات كلما تأكدت إحداها نسفتها حقيقة لا يستطيع من يعرف عزيز تجاوزها : قد يكون ولد الغزواني أو ولد محمد لقظف أفضل الأسوأ ، لكن من يعرفون ولد عبد العزيز يدركون أنه لن يثق في أي منهما و من يعرفون الاثنين يفهمونهم جيدا..!
ـ من يعرفون في أنفسهم أنهم أحقر من أن يحاسبهم المجتمع مثل زيدان و بنه و ولد الطيب و ولد إياهي و الناطق الرسمي و يتمادون في غيهم غير مبالين بغير ما يمكن أن يحصلوا عليه من فتات حقير و آني.
ـ الفئة الرابعة من القطاع غير المصنف: ضاربات الرمل و أصحاب الدجل و رابطة الصحافة و اتحاد الكتاب و رابطة الأئمة و رابطة الفنانين و اتحادية الرماية (...) و جميعهم يحملون لافتة ولد أحمدوا في انتخابات "وي و نون" : (نحن معكم). هؤلاء هم من يعملون بمقتضى مقولة أن عزيز مثل البخور : لن تجد فائدته إلا إذا كان على نار مشتعلة . و هم من يزينون لشياطين عزيز جرائمهم في حق الوطن و الشعب متمنين أن يجد عزيز نفسه في مأزق لا مخرج منه لتزداد حاجته إليهم و تزدهر تجارتهم .
هؤلاء جميعا يعرفهم الكنتي جيدا و يعرف طرقهم و مبتغاهم . و حين يهاجم بعضهم ، تذكروا فقط موقعه و فئته لتفهموا بسهولة ليس فقط معنى ما يقوله و إنما معنى معناه.