في منتصف يوم الأربعاء 12 دجمبر 1984 أعلنت اللجنة العسكرية للخلاص الوطني المجتمعة في غياب رئيسها محمد خونا ولد هيداله، الذي كان يحضر مؤتمر القمة الفرنسية – الإفريقية، في العاصمة البوروندية بوجمبورا، ميلاد "حركة التصحيح" بقيادة المقدم معاوية ولد سيد أحمد الطايع قائد أركان الجيش الوطني..
وتم الإعلان عن إعادة تشكيل اللجنة العسكرية للخلاص الوطني؛ حيث حل المقدم معاوية ولد سيد أحمد الطايع، محل المقدم ولد هيداله..
وفور إعلان الإطاحة بالرئيس محمد خونا ولد هيداله انطلقت مسيرة شعبية عفوية باتجاه منزل الرئيس الجديد، معاوية ولد سيد أحمد الطايع في مقاطعة لكصر (مركز الاستشفاء للأمومة والطفولة حاليا) تأييدا لـ"حركة التصحيح"..
وفي صبيحة الجمعة 21 دجمبر، وجه المقدم ولد الطايع خطابا إلى الشعب الموريتاني أعلن فيه عفوا شاملا بحق كافة المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي الموجودين في الداخل والخارج.. وشمل العفو الرئيس الراحل المختار ولد داداه، ورئيس اللجنة العسكرية الأسبق المصطفى ولد محمد السالك، ورئيس وزراء الحكومة المدنية في عهد ولد هيدالة سيد أحمد ولد ابنيجاره.. إضافة إلى كل المعارضين والطلاب والتلاميذ الذين اكتظت بهم السجون خلال الفترة التي سبقت انقلاب 12/ 12..
وفيما يلي نستعرض أبرز محطات السيرة الذاتية للرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع :
سياسي موريتاني بدأ حياته ضابطا في الجيش وشارك في الانقلاب الذي أطاح بالنظام المدني، ثم تولى الحكم في انقلاب عسكري عام 1984 وظل فيه نحو عقدين من الزمن، إلى أن أطاح به رفاقه سنة 2005.
المولد والنشأة
ولد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع عام 1941 في مدينة أطار شمالي موريتانيا.
الدراسة والتكوين
أكمل الدراسة الابتدائية في مدينة أطار والثانوية في مدينة روصو، والتحق بالجيش ليواصل دراسته في الأكاديمية العسكرية الفرنسية "سان سير" (Saint Cyr) وكان من أوائل ضباط الجيش الموريتاني الوليد.
التجربة السياسية
كان معاوية أحد أعضاء اللجنة العسكرية التي أطاحت بنظام المختار ولد داداه يوم 10 يوليو/تموز 1978، بعد ما تورطت موريتانيا في حرب الصحراء الغربية التي أنهكتها اقتصاديا وعسكريا.
وقد تقلد مناصب سياسية وعسكرية، فكان وزيرا أول، ثم قائدا لأركان الجيش الوطني.
وفي يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 1984 تزعم انقلابا عسكريا أطاح بمحمد خونا ولد هيدالة متهما نظامه بالتسبب في تدهور اقتصاد البلاد وملء السجون بالمعتقلين، وتذكر بعض المصادر أن فرنسا أقنعت ولد هيدالة بحضور مؤتمر القمة الأفريقية الفرنسية في بوجمبورا عاصمة بوروندي، وهو غياب انتهزه الضباط الجدد لاستلام الحكم.
أعلنت موريتانيا من خلال دستور يوليو/تموز 1992 عن نظام تعددي أجريت بموجبه أول انتخابات رئاسية في ديسمبر/كانون الأول 1992، فاز فيها ولد الطايع بنسبة 62.65%، لكن أحزاب المعارضة شككت في النتائج وذكرت أن الانتخابات زورت على نطاق واسع وأنه تم استغلال الممتلكات العمومية لتسهيل تلك المهمة.
أعيد انتخاب ولد الطايع في ديسمبر/كانون الأول 1997 في انتخابات رئاسية تعددية بنسبة زادت على 90.25%، كما تم انتخابه لفترة ثالثة في ديسمبر/كانون الأول 2003.
واجه ولد الطايع عدة محاولات انقلابية، أبرزها محاولة فاشلة قادها ضباط زنوج عام 1987، ثم قاد صالح ولد حننا محاولتين انقلابيتين فاشلتين عامي 2003 و2004، ثم كانت النهاية في انقلاب 2005 على يد مجموعة من رفاق معاوية المقربين.
لجأ ولد الطايع إثر الانقلاب إلى النيجر ثم غامبيا، ثم استقر به المقام في دولة قطر.