سلط الدكتور محمد ابن محمد الحسن رئيس المعهد الدولي للبحوث الاستراتجية اليوم في ندوة المعهد الشهرية الضوء على اهمية الاستفادة من الفرص المتاحة الآن خاصة في القارة الإفريقية والعتام العربي وهي فرص واعدة يمكن لشعبنا توظيفها لصالحه لان المناخ الدولي والاقليمي يساعد على ذالك وهذا نص الكلمة
إننا في بداية هذا القرن الواحد والعشرين لَنعيش بروز عالم تتوفر فيه فرص تاريخية لشعوبنا، تتيح لها الأسباب الوجيهة للأمل والتطلع إلى مستقبل واعد.
فقد أصبح الازدهار وتنمية بلداننا الأفريقية والمغاربية في متناولنا أكثر من أي وقت مضى وذلك بفضل التقدم التكنولوجي، ونشر العلم والتوسع السريع في وسائل الاتصال مما قلّص المجال وسرّع الزمن ووسع الآفاق والأسواق. فرص كثيرة لا تقدر بثمن بالنسبة لنا مع أرضية مناسبة بشكل خاص، لنقضي انطلاقا من أريافنا وقرانا ومدننا على تلك الآفات الهدّامة التي تسمى الفساد والإرهاب والجهل والمرض والفقر والجوع. وبكلمة واحدة التخلف.
في آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وبقية العالم، اشرأبَّت أعناق الشعوب والنخب للصعود ولاغتنام فرص أفضل للوجود وللتمتع بالكرامة وثمار النمو. وهم بذلك يتمكنون من هدم جدار سوء المصير.
لن يتم التغلب على العراقيل والصعوبات التي تقف في طريقنا إلا إذا أدركنا أن العقبات التي تحول دون خلاصنا كامنة في أنفسنا. فنحن الذين تركنا مجتمعاتنا ودولنا عرضة للفساد والدكتاتورية والإرهاب ولهذه القدرية المُميتة ولهذا المصير السيئ الذي يمنعنا من أن نرى شيئا آخر أمامنا غير الظلام المُعتم.
وفضلا عن ذلك، فالحركات الشعبوية تقسمنا فنفوِّت الوقت، لتفوقنا في فن الديماغوجية وفي تجارة التفرقة والكراهية. هذه التيارات تضع الحواجز الطائفية عن طريق العنف بأشكال لا نهائية وغير منطوقة، في الوقت الذي تظهر بمظهر المنقذ الأعلى وصاحب الشرعية الذي لا يُضام.
وفي مواجهة هذا السياق الغريب، يتقدم معهدنا بمساهمته، عن طريق قدراته متعددة الاختصاصات، وجديته وإرادته السليمة من أجل المشاركة في عمل مستفيض لتعبئة الموارد البشرية والمادية والمالية سعيا لإثراء النقاش حول إشكالية الفقر في قارتنا.
وبالشراكة الوطيدة مع شركات أوروبية عبر بعثات يقوم بها العديد من الشركاء الدوليين، سيضم معهدنا من الآن فصاعدا أكثر مما ضم منذ أزيد من ربع قرن، من فرق الخبراء والباحثين في موضوعات متعددة مرتبطة بالتنمية، وخاصة في مجالات:
مشورة إدارة مؤسسات القطاعين العام والخاص؛
تدقيق الشركات العمومية والخصوصية بالشراكة مع مكاتب مرموقة؛
الدراسات العامة والتنظيمية والمؤسسية؛
التصميم وتنفيذ أنظمة المعلومات والتسيير (الوظيفة العمومية، وزارات مختلفة، الشركات والقطاعات الأخرى) بالشراكة على وجه الخصوص مع شركات كبرى فرنسية وألمانية وغيرها؛
رقابة أشغال الطرق؛
تمثيل الشركات الدولية.
لقد اضطربت منطقتا الساحل والمغرب العربي في العقد الأخير جراء الانقلابات والحروب فضلا عن الإرهاب الذي يهدد في الصميم كيان دولها جميعا. وفريقنا لم ينجُ من الآثار السلبية الضارة لهذه الظرفية؛ ومع ذلك ظلّ نشاطه مستمرا ولم يتوقف عن تطوير قدراته. وهو يعتقد، بالفعل، أنه في مواجهة مثل هذه الوضعية، فالتفرج سيكون ضربا من سفالة الأخلاق. كما اختار فريقينا أن يتجه أكثر نحو المستقبل بإنجاز دراسات استشرافية للمساهمة في النقاش الدائر حول السياسات والاستراتيجيات الخصوصية والعمومية والأفكار الابتكارية سعيا لكسب معركة السلم والأمن والتضامن في العالم.
ولدينا بالماضي تجربة في عمل الفرق التفكيرية تمثل بالأساس في:
التفكير لإنتاج أفكار لمصلحة بلادنا ومنطقة الساحل والصحراء للتغلب على المخاطر والانحرافات التي تهددها؛
تنظيم المؤتمرات والملتقيات إلخ، بهدف ترقية تبادل الأفكار بين الشخصيات السياسية وقادة الرأي؛
القيام بإنعاش مهام في الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية لترقية التهذيب المواطني؛
نشر الكتب والدراسات في مختلف المجالات المتعلقة بالأهداف الإنمائية؛
تطوير خرائط الطريق الموجّهة لتسهيل الخروج من الأزمات وحلِّ النزاعات سلميا (موريتانيا وغامبيا وبوركينا فاسو ومالي…).
ونحن نعمل جادين من أجل إقامة تعاون حقيقي وفاعل تتم مواصلته مع نظرائنا في جميع أنحاء العالم في مسعى لترقية التبادل والسلم والتقدم والاستقرار في العالم.
وأخيرا، تُمكن زيارة فريقنا على الموقع www.2ires.org لتكوين فكرة عن عملنا طيلة أكثر من عقدين من الزمن.
وأملا في انضمامكم إلينا فإننا نتمنى لكم النجاح التام في أعمالكم المختلفة كما نتمنى لقارتنا الإفريقية مستقبلا أفضل