لقد ظل أحد المآخذ التي روج لها عزيز حين وصوله السلطة المأخذ المتعلق بالأسفار الكثيرة إلى الخارج، إلا أننا حين نلقي نظرة على أسفار عزيز منذ وصوله إلى السلطة فإننا سنصاب بالدهشة من حجم الغلاف المالي وكذلك الوقت الذي استهلكه عزيز في الأسفار خلال عقد من الزمن حكم فيها البلاد.
لقد قيم بهذه الدراسة اعتمادا على المعلومات المنشورة في الوكالة الموريتانية للأنباء. وقد تم معالجة على مدى طويل حيث غطت هذه الدراسة الفترة الزمنية بين 26 أكتوبر 2009 إلى 24 إبريل 2019.
وهي الفترة الأساسية في حكم عزيز لفترتين رئاسيتين منتاليتين.
وقد استخدم في هذه الدراسة تطبيقات وبرامج من أجل حساب ساعات الطيران وكذلك تمت الاستعادة بقواعد في المحاسبة لمعرفة الكميات المستهلكة من وقود الطائرات وكذلك ثاني أكسجين الكربون.
تمت معالجة 1500 صفحة من المعلومات الخام ليتم ضغطها في عدة سطور.
لقد قام عزيز خلال عشر سنوات ب168 سفرا معلنا خارج البلاد، أي 16,8 سفرا سنويا، أو بصيغة أخرى 1,4 سفر شهريا، فقد قطع في هذه الأسفار مسافة تقدر نظريا ب 1.259.484 كلم أو ما يعادل 35 دورة حول الكرة الأرضية، بمعنى آخر ضعف بين الأرض والقمر في رحلة ذهاب-إياب.
أما الزمن الذي استغرقته هذه الرحلات فهو 1666 ساعة و28 دقيقة، وهو ما يناهز 76 يوما من الطيران و9 ساعات و9 دقيقة أو بمعنى آخر شهران 16 يوما و9 ساعات و9 دقائق من الطيران بدون توقف.
فيما يتعلق بالوقود فيقدر ب 9506 طن من الكيروزين، أي ما يناهز 11.775.544 لترا.
وبحساب متوسط سعر وقود الكيروزين أي 25 يورو لكل 1,28 لتر فإننا سنحصل على 15.075.641 يورو وهو ما يعادل 6.256.390.686 أوقية قديمة، هذا بعض النظر عن ثمن الطائرة والإنفاق على الرحلة والوفود والصيانة والفنادق والرسوم في المطارات.. إلخ أما حجم ثاني أكسيد الكربون في هذه الرحلات فيقدر ب 436 طنا خلال عشر سنوات من حكم عزير. وهذا تطرح أسئلة كثيرة حول المردودية الاقتصادية الحقيقية لهذه الرحلات والأسفار المكلفة.
صحيفة تقدمي