ما يحدث في موريتانيا لم يعد أمرا طبيعيا أبدا .. لا يمكن فهمه بأي منطق عقلي.. لم يعد يمكن حدوثه على وجه الأرض في غير موريتانيا..
ـ مخازن سونمكس تملأ بالغمامة من قبل مدرائها و تواطؤ أعضاء مجلس إدارتها (الخونة) في انتظار قدوم موسم الأمطار، ليتم إسقاط سقوفها و ادعاء أن مخزونها أتلفته الأمطار..
ـ حماية مرتكبي الجريمة و البحث عن كبش فداء ..
ـ تصفية الشركة و تدمير سجلاتها و أرشيفها لطمس آثار الجريمة..
1*: حين تحولت القضية إلى قضية رأي عام و وقف كل أصحاب الضمائر الحية مع كبش الفداء ، أطل عليهم ذوو الضحية (كبش الفداء) ببيان مغلظ، أنهم لا يريدون سوى إنصاف فخامة رئيس الجمهورية لابنهم؛ في إشارة واضحة إلى تبرئهم من كل ما يقوله من يطالبون بفتح تحقيق عادل في القضية و القبض على المسؤولين الحقيقيين عن الجريمة . قلنا دعوهم ينتظرون عدالة فخامة رئيس الجمهورية ، فكان لهم ما أرادوا و ما زال ابنهم يقبع في السجن : تلك هي عدالة فخامة رئيس الجمهورية و ذلك هو ما يستحقونه بكل تأكيد...
2* : قام فريق من المحامين اللامعين بعمل رائع إن لم نقل الأروع في تاريخ المحاماة في البلد ، في قضية اغتيال الشاب زيني الذي وقفت "الدولة" بكل ثقلها و كل اختصاصاتها لطمس حقيقة ما جرى له (؟) . و حين أوضح الفريق في المحاكم و عبر مؤتمراتهم الصحفية التي كان الجميع يتابعها بلهفة، أن البعد "السياسي" للقضية لا غبار عليه و رفض أجهزة الدولة لظهور الحقيقة لا غبار عليه و أن السيناريو الأمني للقضية مفبرك من ألفه إلى يائه، أطل علينا أهله ببيان ، أنهم لا يريدون سوى "عدالة فخامة رئيس الجمهورية" و طوي الملف حتى اليوم : تلك طبعا هي عدالة فخامة رئيس الجمهورية و ذلك هو ما يستحق أهل زين بكل تأكيد (؟)
3* ـ ثار عمال "سنيم" بعد سنين من التلاعب بقضاياهم و التسويف الكاذب و جرائم التاشرونا . و ذهبوا سيرا على الأقدام من الزويرات و نواذبو و رابطوا على مدخل العاصمة الشمالي في عمل بطولي استحق استقبال الجماهير المتعاطفة مع عدالة قضيتهم و تفانيهم في الدفاع عن حقوقهم، فأطلوا علينا ببيان يتبرؤون فيه مما تقوله المعارضة ، مؤكدين أنهم لا يريدون سوى عدالة فخامة رئيس الجمهورية ؛ فكان لهم ما أرادو و ما يستحقون فعلا و ما زالت أحوالهم تزداد سوء ـ لله الحمد ـ حتى اليوم (؟)
4* ـ حذرنا المعارضة من الدخول في انتخابات بلا أي ضمانات و بينا سوء نوايا النظام و كل استعداداته الفنية و الأمنية للتزوير و فرض أمر الواقع . قرروا الدخول فيها. و صرحوا جميعا بالفم الملآن و بما يحتاج الموقف من صلابة و شجاعة ، بأنهم "لن يقبلوا التزوير" مهما كلف الأمر . انهالت عليهم الجماهير من كل حدب و صوب و كانت مستعدة لكل شيء و أي شيء بعد عشرية الجمر المشؤومة : تم تقديم نتائج معدة سلفا على المقاس للجنة تزوير الانتخابات و رميت نتائج التصويت في البحر، فأطلوا علينا ببيان يعتذرون فيه عن عدم التظاهر لأسباب أمنية و إدارية (عدم الترخيص) ، مطالبين فخامة رئيس الجمهورية بفتح حوار "تسابقي" ، تحول فيه بيرام إلى زعيم معارضة ، هي بلا زعامة و هو ليس منها . و كان ذلك حقا ما يستحقونه (؟)
هذه مجرد حالات من آلاف الأمثلة المحيرة ، بنفس المنطق و نفس المصير و نفس الغرابة (...!؟)
(...) ماذا نملك سوى أن نقول ، ألسنا فعلا أمام شعب مسحور...!؟