الذي يبدو على يمين الصورة هو وزير العمل الألماني هوبرتوس هايل وهو بالطبع ليس في مكتبه الفاخر بوزارة العمل الألمانية..لكنه يعمل كعامل نظافة سُرَر بمستشفى بيرجمانسهايل Bergmannsheil في بوخوم.
والسبب يعود لمنتصف فبراير الماضي عندما إستضاف برنامج (Hart aber Fair) الوزير ليناقشه بشأن شكوى عمال النظافة في المستشفيات الألمانية ومدى صعوبة وظيفتهم وإنخفاض رواتبهم التقاعدية مقارنةً بما يقومون به من أعمال شاقة.
البرنامج التلفزيوني إستضاف في ذات الحلقة عاملة نظافة بالمستشفى المذكور إسمها (Susanne Holtkotte) وبعد نقاش طويل بشأن المعاشات والرواتب وظروف العمل تواعد الوزير وعاملة النظافة على أن يقوم كل منهما بتبديل وظيفته مع الآخر لمدة يوم واحد ليشعر كلاهما بصعوبة وظيفة الآخر وهو ما تم بالفعل حيث توجهت عاملة النظافة لمبنى وزارة العمل بالعاصمة برلين للعمل كوزيرة "افتراضياً" لمدة يوم واحد...بينما جاء الدور لاحقاً على الوزير ليقوم بدور عاملة النظافة كما يظهر في الصورة.
الصحافة الألمانية إهتمت بالواقعة وقد أجرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" حواراً صحفياً مع عاملة النظافة عبرت فيه عن أملها أن يكون الوزير قد شعر بمعاناتها هى وزملائها في هذه الوظيفة التي تتمثل في تنظيف سُرَر المرضى وسُرَرغرف العمليات حيث يكون المرضى قد نزفوا كميات كبيرة من الدماء على تلك السُرَر.
وعندما سألتها الصحيفة : أى وظيفة أسهل؟ وظيفتك أم وظيفة وزير العمل؟ أجابت سوزانا أن وظيفتها أصعب بكثير من الناحية البدنية لكن وظيفة الوزير أصعب من الناحية العصبية حيث يتوجب على الوزير طوال الوقت التفكير بعمق وإتخاذ قرارات مهمة بشكل سريع والتعامل مع مشكلات يومية بالوزارة بالرغم من جلوسه في مكتبه طوال الوقت.
وعن رغبتها فعلياً في تبديل وظيفتها مع الوزير قالت سوزانا : بالرغم من صعوبة وظيفتي لكنني لا أفضل التبديل مع الوزير ويكفيني أنني بمجرد إنتهاء عملى الشاق أعود لمنزلي وقد نفضت عنى غبار أي هموم أو مشكلات تتعلق بالعمل وعدت للعمل في اليوم التالي وأنا مفعمة بالحيوية والنشاط بعكس الوزير الغارق في الضغوط والمشكلات.