كل موظف في الدولة تحدد له القوانين عمله و صلاحياته و علاقته بالوصاية و طرق تعامله مع الأوامر الصادرة إليه من مرؤوسيه، الشرعية منها و غير الشرعية. و يفرض القانون على الموظف تقديم استقالته إذا أرغم على تجاوز صلاحياته بما يراه مخالفا للقانون و يكفل له القانون حقوقه (و لو بعد حين)، إذا كان أصلا يؤمن بالقانون و يحتمي به.
كان ولد أجاي موظفا لدى ولد عبد العزيز لا للدولة الموريتانية و لا لشعبها ، كان ينفذ أوامره غير الشرعية و يستجدي خاطره بما يريد، بغض النظر عن كل معطيات المسطرة القانونية المحددة لعمله و صلاحياته و واجباته، معتقدا ـ لجهله و هلعه ـ أن احتماءه بـ"الرئيس" يحميه من الملاحقة القانونية. فبأي حق يستلم ولد أجاي راتبا من بيت مال شعب لم يقدم له خدمة و لم يكترث يوما لآلامه و معاناته؟
هنا، يكون على ولد أجاي أن يعيد كل رواتبه و امتيازاته للدولة و الشعب و أن يحسب عليه التأجير اليومي لسيارة الدولة التي كان يستخدمها (حسب سعر تأجير مثيلاتها في السوق) و ما صرف له من محروقات و تأجير منزله و حراسة بيته و تذاكر سفره إلى الخارج .
ولد عبد العزيز ليس موريتانيا و لا يمكن محاكمته بتهمة الخيانة العظمى و إنما هو لص محتال مكنه خونة موريتانيون من رقاب أبناء بلدهم ليعيث فسادا في أرضهم و على رأسهم ولد أجاي الذي يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى و الفساد و الإفساد و العمالة و الكذب و التضليل و التآمر و الانتهازية و لدينا الأدلة المادية الدامغة التي لا يمكن تأوليها و لا تكييفها، على كل واحدة من هذه الحالات ...
أما الجرائم المالية التي ارتكبها ولد أجاي بأوامر ولد عبد العزيز أو إرضاء لخاطره و عمولتها من الجرائم التي استغلها لمصلحته الشخصية، فهي أكثر من أن تحصر . و على محامي الشيطان أن يفهم أن الدولة لا يمكن أن تحجب عن الناس معلومات من حقها أن تعرفها و تمنعها في ذات الوقت من اللجوء إلى الشائعات و الاتهامات، حتى الجزافية منها.
سنتعامل بإفراط و سوء نية مع كل الشائعات و المظاهر و تفسير النوايا و نجعل من كل حبة قبة حتى يستسلموا لحقنا المكفول قانونيا في الاطلاع على حقيقة ما يجري في بلدنا من أمور و ما يتم فيه من فساد و تجاوزات . و لن نبالي بما يردده من يؤمنون ببعض القانون و يكفرون ببعضه بما يتماشى مع مصالحهم الخاصة: على الثورة على الباطل أن تكون شرسة و شاملة و استثنائية، لأنه أخذ مداءات في بلدنا أصبحت تستدعي رفض المحامي النبيل للدفاع عن المجرمين و رفض الطبيب علاجهم و رفض المقاهي تقديم الخدمة لهم ...
كان من حق محامي الشيطان أن يدافع عن موكله في المحاكم و يبرم اتفاقيات الصلح مع خصومه في مكتبه، لكن أن يهددنا في بيان ما كان مطلوبا منه و لا من صميم عمله كمحامي، متوعدا كل من يتحدث عن فساده و إفساده و انحطاطه بالملاحقة القانونية ؛ هنا كان لا بد أن نحوله إلى جزء من مشكلته لا من حلها حتى يفهم أنه أصغر من أن يهدد شعبا ، يعسكر منذ 10 سنين في الشمس بسبب خيانة أمثال موكله و احتقار أمثاله لشعبنا الطيب.
لقد أوصلتنا سياسة عدم المحاسبة إلى هذا الحد و تفشت فينا عقليتها بما يجعل محاربتها أصبحت أولوية الأولويات التي من دونها لن تقوم قائمة لهذا البلد الغني بثرواته المتنوعة الذي ما زال شعبه يرزح تحت نير الفقر و الحرمان بسبب تحكم عصابات الأنظمة الخائنة و تزلف النخب الانتهازية .
انتهى زمن تجريم تجاوزاتنا القانونية و تجاوز جرائمهم: إما أن نكون جميعا تحت سلطة القانون و ستحتاج ألف محامي للدفاع عن جرائم موكلك و إما أن نكون في غابة و حينها ستدرك أن مرافعاتك هي آخر ما يحتاجه الشيطان ..
تعيين ولد أجاي اليوم على رأس شركة "اسنيم" ، جاء بعد تقرير رفعه مديرها الحالي عن عدم إمكانية إنقاذها ما دام وسطاء ولد عبد العزيز يتولون تسويق منتوجها و يجنون أرباحا هائلة على حساب الشركة و عن صفقات شراء معدات كلب 2 و ما تجنيه فرق ولد عبد العزيز من عملات ضخمة منها و مظاهر فساد أخرى عددها التقرير ترتبط كلها بولد عبد العزيز ..
يتم تعيين ولد أجاي اليوم إذن، لحماية مصالح ولد عبد العزيز تماما كما تم تعيين ولد اشروقه على الصيد لحماية جرائم ولد عبد العزيز في القطاع و كما تم تعيين ولد عبد الفتاح (و هو أيضا صاحب الوصاية على "اسنيم") و تماما كما تم تعيين الناها بنت مكناس المؤتمنة على أسرار أموال القذافي و صفقة بيع السنوسي و كومبا با المؤتمنة على أسرار تزوير العملات (غانا ـ غيت ) و تماما كما تم الاحتفاظ بمحافظ البنك المركزي الذي لا تربطه أي علاقة بالمجال.
هذه هي دائرة حماية ولد عبد العزيز التي لا يستطيع غزواني الاقتراب منها و كان ولد أجاي نفسه يقول بتبجح لمقربيه إن ولد الغزواني لا يستطيع إخراجه من الحكم (كما نقلت بعض وسائل الإعلام قبل أسابيع)..
تعيين ولد أجاي اليوم يؤكد :
ـ أن ولد عبد العزيز يتحكم في كل شيء
ـ أن ولد الغزواني (تماما مثل ولد أجاي) مجرد واجهة ورقية لحماية مصالح ولد عبد العزيز
ـ أن ولد أجاي هو المؤتمن أكثر على مصالح ولد عبد العزيز في "اسنيم"
ـ أن من يتكلمون و يدافعون عن ولد الغزواني إما مجانين و إما مجرمين مثله في حق هذا الشعب..
و ستكون لنا عودة على (بعض) ما ارتكبه ولد أجاي من جرائم في وزارة المالية، حتى يدرك الجميع مدى خطورة هذا الخائن المجرم في حق شعبنا و طرق احتمائه بالأقوياء و تحايله على القانون.
يتبع