بقلم / المصطفي الشيخ محمد فاضل
من المهم التذكير بأن وزارة الثقافة و الصناعة التقليدية و العلاقات مع البرلمان منذ اختير لها البروفسور الدكتور سيدي محمد ولد قابر و هي تشهد تحولات جذرية عميقة ، ووضع لها سياسات و برامج استثنائية للنهوض بها بحكم أهميتها و محوريتها في خدمة المواطنين ورعاية الشان العام .
فلو أخذنا ، مثلا ، قطاع الصناعة التقليدية ، فقد قدم معالى الوزير في أول اجتماع وزاري خطة تخص هذا القطاع و هو إنشاء مصنع للجلود ، و تمت الموافقة عليه من أجل تطوير هذا القطاع و جعله في خدمة التنمية في البلاد.
كما مرر معالى الوزير في احد اجتماعات الوزارية فكرة أيام وطنية للصناعة التقليدية سنويا ، يحضرها فاعلون محليون و دوليون من أجل التفكير في أنجع السبل لتحديث هذه الصناعة المهمة.
كما قدم تصورا جادا لإعادة بناء و تأسيس معرض وطني جديد ، على أنقاض المعرض القديم الحالي الذي يعيش أسوء فتراته . وسيكون المعرض المقترح ، بمعايير عالمية ، و يكون ساحة مختصة لعرض المنتوجات المحلية و الدولية بصورة دائمة ، و لا يخفي أن ذلك إن حدث سيمثل نقلة نوعية .
كما أن من الإجراءات التي نفذها معالى الوزير هو ما قامت به الوزارة ، بإشراف تام منه ،و لأول مرة في موريتانيا ، بشأن صناعة الخزف التي ستعم كل أنحاء موريتانيا ، حيث بدأت الدورات التكوينية عالية المستوى ومن متخصصين في المجال من المغرب الشقيق ، حيث تم توقيع اتفاقيات مع بعض دول الجوار لمنح بعض الخريجين تكوينات متقدمة في الخارج، كما سيتم دعم المستفيدين من هذه الدورات بقروض ميسرة تمكنهم من بدء و تنفيذ مشروعات صغري و متوسطة ، تشكل فرصا لتشغيل الشباب ودمجهم في الحياة النشطة .
كما تشكلت ، في إطار استراتيجية الوزارة للنهوض بمكوناتها كافة ، لجان لدراسة واقع " الصباغة " و معرفة الآلية الأنجع لتحسينه و تجويد مخرجاته ، خصوصا أنه بات منشطا يؤمن الكثير من فرص العمل لفئات مهمة من الشعب الموريتاني .
و فيما يخص جانب الثقافة ، فإن هذه المكونة ستشهد انتعاشا كبيرا ، و من المخطط أن تدرس كافة المهرجانات الثقافية و يتم تقييمها بصورة موضوعية للنظر في جوانب قصورها من أجل تفاديها في المستقبل ، حتى يجد العاملون و المهتمون بهذا القطاع ذواتهم فيه .
كما أن المهرجانات الثقافية ستكون من الناحية الفعلية صدى حقيقيا مشرّفا للتراث و الثقافة في موريتانيا ، ماضيا و حاضرا و مستقبلا
كما التقى معالى الوزير بالمثقفين و الكتاب و الأدباء مستعرضا تجاربهم في الاتحاد ومستمعا لما يقترحونه من حلول قابلة للتحقيق لتطوير الأدب و الكتابة و الثقافة بموريتانيا. و تشجيع النشر و التأليف ، و العمل على حضور الكتاب الموريتاني في معارض الكتب الدولية .و إقامة دور عرض متنقلة في كافة أنحاء البلاد لتشجيع القراءة و زيادة النشاط الثقافي و العلمي عامة.
و فيما يخص ملف الاعلام و الصحافة ، فإن الوزير بمجرد تكليفه ، فتح المجال على مصراعيه أمام الإعلاميين و الصحافيين ، و استمع الى ممثليهم في النقابات و الروابط الصحفية ، معلنا دعمه الكامل لهم من أجل إنجاح السلطة الرابعة لتكون وسيلة في خدمة الدولة و المجتمع . و قد يتحقق ذلك إذا ما تم تطبيق نتائج الأيام التشاورية حول الصحافة وهو ما تدعمه الوزارة الوصية و تريد تحقيقه بكل مهنية و شفافية.
أما الإعلام الرسمي العمومي ، فقد تغيرت وضعيته تماما ، حيث تحقق على أرض الواقع شعار أن الإعلام خدمة عمومية تحقق المصلحة العامة للشعب و الدولة ، و أصبحت وسائل الاعلام العمومية منابر لطرح اهتمامات و مشاكل و تساؤلات المواطنين في كل مكان ، بكل نزاهة و حياد ، بغض النظر عن التموقع السياسي لهذا الطرف أو ذاك ، و لذلك استضافت فضاءات الاعلام العمومي و مساحاته كافة الشخصيات السياسية من كل الأحزاب و الاتجاهات ، و لا قيود على أي رأي أو موقف ، ما دام ملتزما بالمصلحة العامة لموريتانيا.
ولا يمكن أن ننسى أن الوزير أولى عناية خاصة بالفن التقليدي و الفنانين و الموسيقيين ، الذي يمثل ذاكرة و هوية الوطن ، ويوثق الثقافة و التاريخ و الجغرافيا ، و لهذا يستحق عناية خاصة من الوزارة ، و هو ما حصل في هذه المرحلة .
و كذلك فقد استقبل الوزير العاملين بقطاع المسرح مستمعا الى ما لديهم من أفكار و طموحات لتطوير المسرح بكل أبعاده في موريتانيا ، و العمل على اكتشاف المواهب و القدرات الكامنة لدى شبابنا في مختلف المقاطعات و الولايات ، و تقديم الدعم و المساندة لهم لتحقيق أهدافهم و خدمة البلاد.
و خلاصة القول أن معالى الوزير يصل ليله بنهاره ، و هو يعمل بجد و اخلاص ، من أجل النهوض بهذا القطاع الحيوي الذي يعلق عليه الكثيرون آمالا كبيرة ، و قد تبين للجميع ما يتحلى به من تواضع و دماثة أخلاق جعلته محل تقدير كل من زاره أو التقى به ، و هذا هو الانطباع الذي أصبح قناعة الجميع .. و صدق قول من قال :" ألسنة الخلق أقلام الحق".