نعرف مع الأسف ، أن كل قادة جيوشنا أخذوا نصيبهم من نهب المال العام و الوساطات لذويهم و أقاربهم و معارفهم و شاركوا بشكل عام في كل أنواع الفساد و النهب.
و يبدو أن هؤلاء الضباط الأشاوس، نسوا اليوم كذبتهم و أربكتهم مفاجأة الأحداث، حين أصبحوا يديرون شؤون البلد بلا مشاركين، بعدما كانوا يعلنون أن الجيش لا علاقة له بالحكم و السياسة و أن ولد الغزواني ضابط متقاعد ، يمارس حقه في المشاركة في الانتخابات و أن اللعبة الديمقراطية هي وحدها سيدة الموقف.
لا بأس، أنتم هنا تؤكدون لنا فقط ما كنا نقوله بالحرف، عن مسرحية الديمقراطية في البلد و تبريرات مؤسستكم الطيبة ، البريئة. لن يجعلنا ذلك نقلل من أهميتكم و لا من خصوصيتكم التي لم تحترموها في حقنا و لا في حق الوطن، مع كامل الأسف .
على هؤلاء الضباط الآن أن يفهموا أن الشعب الموريتاني لم يعد يتحمل مزيدا من الفساد و الفوضى؛ و علينا جميعا ، من دون تسويف و لا مراوغات أن نبحث عن حل جاد و عادل و قابل للتنفيذ، قبل أن ينفجر هذا الوضع القابل للخروج على السيطرة في كل لحظة.
يجب الآن أن يتوقف كل هذا الاستهتار و سيتوقف حتما بكم أو من دونكم . و سيكون من المؤسف أن لا تكونوا مقتنعين بذلك.
و لأننا لا نرغب في أي مواجهة مع جيشنا ، رغم مثول كل أسبابها.
و لأننا لا نملك خيارا آخر لتفادي مواجهته، إذا لم يقم الآن ، الآن بقطع دابر هذا الفساد المدمر الذي حول بلادنا إلى أضحوكة أمام العالم؛ كان لا بد لنا أن نبحث عن حل موضوعي ، نتحمل فيه فساد ضباط ربما يشفع لهم أن ممتلكاتهم ، لم تهرب إلى الخارج ، مقابل كف أياديهم عن الفساد و البدء فورا في استرجاع ما نهب من ممتلكات هذا الشعب البائس ، من قبل عصابات لا تنتسب لغير غرائزها، ظلت تمارس "خذ خيرها و لا تجعلها وطنا"، في أبشع تجلياتها و أكثرها احتقارا للوطن و استفزازا لأبنائه.
السياسة (و لست من أهلها لله الحمد) لعبة مصالح مفتوحة لكل الحلول. و الديمقراطية سلطة الشعب و احترام رأي الأغلبية :
سنقدم لكم لائحة بتوقيعات أكثر من نصف الموريتانيين المسجلين البالغين ، بتنازل الشعب عن كل فسادكم "الماضي" ، مقابل توقيف هذا النزيف المرعب و محاسبة كل من دمروا هذا البلد.
أي ملف يتصل بفساد أي ضابط، يتم فتحه و توقيف الفساد إذا كان مستمرا (عقود ، امتيازات بما في ذلك تعيينات ذويكم و أقاربكم و معارفكم) : الإدارة اليوم أصبحت غير قادرة على النهوض بشحنتها البشرية الزائدة ، من غير أصحاب الخبرات و لا الاختصاص و من غير حاجتها من بين الفاسدين و غير الضروريين بسبب تفشي الوساطة و الزبونية و الاستهتار بكل شيء .
بعد توقيف الفساد المستمر يتم إغلاق ملفاتكم بالشمع الأحمر و محاسبة أي منكم على كل كبيرة و صغيرة مثل الجميع، ابتداء من تلك اللحظة.
كل من يرفض هذا الحل من المدنيين أو العسكريين ، لا يريد مصلحة موريتانيا و أتحداه أن يقدم حلا آخر أقل منه تكلفة أو أكثر منه قابلية للتطبيق الفوري.
و علي هنا بطبيعة الحال أن استثني المجرم عزيز لأنه أولا ليس موريتانيا و لأنه ثانيا ليس عسكريا و لأنه ثالثا أكثر من يعادي التمدن و المدنية و لأنه فوق كل ذلك لم يترك أي أرضية لحل محتمل مع الشعب الموريتاني إمعانا في احتقاره و الحقد عليه.
سيعتبر البعض أن في لهجتي نبرة تهديد و تحد للجيش ، لكن حين لا تكون البلاد بخير كما هو الحال اليوم، مع الأسف ، لا أفهم أن لا يكون الجيش هو المهدد أولا و لن نكون مواطنين صادقين إذا لم نصرخ بهذا التهديد ؛ أردت فقط أن أقول إن الوضع هو من يهدد جيشنا و يتحداه لا أنا و إن كنت أقر بأن تبرير أخطاء الجيش و النخبة ليس من وظيفتي و لا دوري و لا أرضى أن يكون من طبعي : نحن الآن في لحظة مكاشفة تأبى ميوعة التملق ، سنقول فيها الحقيقة كاملة لأننا ننشد حلولا حقيقية.