كك"هناك الآن سؤالان كبيران كان من المفترض أن يكون الرد على أي منهما ، يلغي الحاجة إلى طرح الثاني، فصار ـ لأننا في موريتانيا ـ الرد عليهما معا لا يكفي لفهم أي منها :
ـ هل سيسلم ولد عبد العزيز الحكم؟
ـ هل سيستلم ولد الغزواني الحكم؟
المشكلة اليوم أن تسليم ولد عبد العزيز و استلام ولد الغزواني ، لن يرد على أي من السؤالين..!
تلك هي مشكلة موريتانيا اليوم التي تحير الجميع.
كل تصرفات ولد عبد العزيز اليوم تدل على أنه سيسلم قصر الرئاسة ، لا الحكم (بعد استكمال بناء قصره الأجمل)
و كل (لا) تصرفات ولد الغزواني ، تدل على أن طريقة استلامه للحكم قضية شخصية بالنسبة له ، بينه و بين صديقه ، لا تعني أي جهة أخرى في شيء!
حين تضيع الحقيقة في القول و تتعارض في الفعل إلى هذا الحد، أين يكون المفر؟
و حتى يعرف الشعب الموريتاني أيا من البيضة و الدجاجة سبقت الأخرى ، سيكون الحديث قد أصبح عن شيء آخر : كيف يسلم ولد الغزواني القصر بعد مأمورية يتيمة ، لم يمارس فيها الحكم يوما واحدا ؟
و لا شك ـ حينها ـ أن البعض سيقول إن من الإنصاف أن نعطيه فرصة أخرى لتنفيذ برنامجه "المعطل" !!! "
كانت هذه فقرة من مقال كتبته بتاريخ 30/07/ 2019 ، تحت عنوان "كبة البيكم"
و مهما كانت درجة تطابق أو اختلاف الوضع الآن مع ما جاء في هذا المقال، لا أحد يمكن ان ينكر أننا نعيش اليوم لغزا حقيقيا يحيل إلى نفس الأسئلة بكامل حيرتها، تماما مثل ما نعيش حالة التخبط في الردود عليها، بعد أكثر من 3 أشهر من "استلام" ولد الغزواني مفاتيح القصر الذي أصبح يفضل النوم في بيته بقيادة الأركان بدلا منه..!
و بالعودة إلى الوراء ، سنتذكر أننا نعيش مسرحية طويلة منذ قدوم هذا المهرج الجريء ، لا نخرج من أحد فصولها إلا ليبدأ الموالي له.
ـ رئيس الفقراء،
ـ الحرب على المفسدين
ـ لقاء الشعب
ـ تغيير الطبقة السياسية
ـ تغيير الدستور (العلم و النشيد)
ـ سنة التعليم
ـ الحوار الوطني
ـ المأمورية الثالثة
ـ مرجعية مغارة علي بابا (UPR)
و منذ عرفنا ولد الغزواني و هو يلعب دور الكومبارس في مسرحيات ولد عبد العزيز .
في كل هذه المسرحيات كان ولد عبد العزيز يقول شيئا و يفعل شيئا ثانيا و يفكر في شيء ثالث ، فكانت قدرته على التمويه في سذاجة أفكاره و كانت عبقريته في خروجه على النص متى شاء.
فيما كان صمت ولد الغزواني هو ما يبني عليه الناس "وهم حضوره" و كانت عبقريته في تفسير الناس لصمته ، كل حسب هواه.
و قد نجح ولد عبد العزيز في كل مخططاته الإجرامية و كل مغامراته البهلوانية و أكبر نجاح حققه في حياته كان في مسرحيته الأخيرة (المأمورية الثالثة) ، حيث استطاع بأعجوبة أن يفرض نجاح خلفه بالتزوير الفاحش و حمل أكثر ما نهب من ذهب و ماس و عملات صعبة ، في طائرة خاصة .. و عدم متابعة فساده الذي تجاوز كل حدود الهمجية و الاستهتار و تحدي إرادة الشعب و البول على القانون و المنطق .
إن حديث الناس اليوم عن "مرجعية عزيز" و جدلية مشاركته في الحياة السياسية ، دليل واضح على أنه تجاوز مرحلة الخوف و المتابعة و المساءلة و السجن و الإعدام بكل تهم الإجرام من الحرابة إلى الخيانة العظمى .
و لا شك أن مشاغلته للساحة اليوم دليل آخر على أننا ما زلنا نسير في ركب مسرحياته الغريبة.
و لا شك أيضا أننا ما زلنا نواصل غريزة تفسير عبقرية صمت غزواني في لعب دور الكومبارس من خلال ما يهواه كل واحد منا .
إن التخبط و الارتباك الحاصل الآن على خشبة المسرح يعود بطبيعة الحال إلى صعوبة تبادل الأدوار : تحول غزواني إلى دور البطولة و رفض عزيز للعب دور الكومبارس في مسرحية من عبقرية إنتاجه و سبب هذا الخلاف لا يعود إلى ما يجري على حلبة المسرح بل إلى أن عزيز كان يريد من غزواني أن يلعب دورا مسرحيا ، لا حقيقيا و السبب الآخر هو أن ولد الغزواني لا يمكن أن يلعب دور البطولة من دون أن يتكلم و ولد عبد العزيز لا يمكن أن يتقن دور الكومبارس إلا إذا صمت و لم يستطع أي من الاثنين تقمص دوره الجديد بإتقان و المشكلة الثالثة الأصعب علاجا من سابقاتها و التي أربكت أدوار الاثنين، هي أن الشعب اكتشف بوضوح أن قادته مجرد مهرجي مسرح .
قد يصبح ولد الغزواني غدا غاندي موريتانيا أو دگولها ، (الرجل لا يملك أي سبب ليكون سيئا بكل تأكيد)، لا سيما إذا تواصل هذا الضغط الشعبي المهدد بالانفجار ، لكن تأكدوا بما لا يدع مجالا للشك أننا حتى هذه اللحظة ما زلنا نعيش فصلا مربكا من مسرحيات تهريج ولد عبد العزيز.
هل ينجح غزواني في تحويل دوره المسرحي إلى بطولة حقيقية ؟
لا أستبعد شخصيا هذا الأمر لأكثر من سبب، لكن العلامة الوحيدة و الحصرية لهذا التحول هي الرمي بولد عبد العزيز في السجن و ما لم يحصل هذا الأمر و ما يرتبط به من إجراءات تشمل كل محيطه الفاسد و بأعلى درجات الصرامة و الشمولية ، تأكدوا أنكم ما زلتم تعيشون في حبائل فصل ركيك من مسرحيات عزيز السخيفة.