تحقيق محمدولد احمد العاقل
اكدت مجموعة من المزارعين من مختلف ولايات الوطن في اتصال مع موقع البيان انفو انهم مرتاحون للزيادة المعتبرة في برنامج اقلاع الذي اعلن عنه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مؤخرا والذي تم من خلاله زيادة ميزانية وزارة التنمية الريفية بما يربوا على عشرين مليار اوقية وهي زيادة معتبرة اذا اضيفت الى ميزانية الوزارة السابقة .
واوضح هؤلاء ان هذه الزيادة ستكون ذا اهمية حين تصرف وبطريقة شافافة على مستحقيها بعيدا عن الزبونية والمحسوبية التي طبعت تسير مزانيات الوزارة الضخمة خلال العقود الماضية.
حيث شابتها اختلالات عميقة ترتب عليها شبه انهيار كامل لقطاع الزراعة الذي هو الشريان الحي وعصب الحياة لغالبية الشعب الموريتاني .
صمب يورو مزارع وعضو سابق لنقابة المزارعين في كوركل يقول ... هذه الزيادة نرحب بها ونرحب ايضا باهتمام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بقطاع الزراعة بشكل عام.
ولكن لدينا تخوف وهو ان يكون هذا الاهتمام سحابة صيف كما عودتنا على ذلك الحكومات السابقة التي اعلنت عن خطط نموذجية ولكنها على ارض الواقع كانت سرابا يحسبه الظمآن ماء .
واضاف نريد خطة محكمة تكون فيها الاولوية للإنتاج عن طريق دعم المزارعين وتحسين ظروفهم .
خاصة في موسم الزراعة المطرية التي تستقطب الكثير من الموريتانين .
حيث ظلت الزراعة المطرية مهملة حتى اليوم .
واضاف نريد خطة جادة تنهض بهذا القطاع الحيوي .
ومضى صمب يورو قائلا لانريد لهذه الزيادة والخطة المعلن عنها ان تسلك نفس المصير .
فقد شاهدنا رحلات مكوكية لمسؤولي الوزارة وحتى اللحظة مازالت دابة حليمة على سابق عهدها وفق تعبيره.
اما بلخير ولد امبارك مزارع من سكان دار البركة التابع لمقاطعة بوكي ...فيرى ان قطاع الزراعة يعتبر من القطاعات الموبوءة والملوثة بجراثيم الفساد التي اتت على الاخضر واليابس وكانت الكارثة حسب تعبيره التي حلت بالزراعة بشقيها المروي والمطري .
واضاف ولد امبارك حتى اللحظة لايمكنني تصديق ماسمعت ولكن رغم ذلك لدي امل في ان ظروفنا كمزارعين ستتحسن مع هذه الزيادة وتلك الرؤية التي اعلن عنها الرئيس غزواني .
وبالمناسبة اوجه له هذه الرسالة عبر موقعكم البيان وهي تتمثل في متابعة الخطة حتى تصل الاموال الى المزارعين لأننا فقدنا الثقة في الوزارة ووعودها الكثيرة والمزمنة والمخيبة للآمال في السابق .
كما اذكره ايضا بما آل اليه مصير تعاونيات القرض الزراعي التي كانت عنوانا للنهب المنظم الذي عانى منه قطاع الزراعة ومازال يعاني حتى هذه اللحظات .
واوضح ولد امبارك قائلا لم نعد نثق في اي مسؤول مهما كان ولم يعد لدينا اي امل في اية خطة لما عانيناه في السابق من ظلم وحيف واهمال .
وهو مانرجوا ان يتوقف مع هذه الخطة الجديدة التي اعلن عنها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني .
وان لاتكون الخطة والزيادة جعجعة بلا طحين وفق تعبيره .
وفي نفس السياق يتحدث محمد سالم ولد محمد الأمين من سكان تكانت .. قائلا وزارة التنمية الريفية مهمة جدا وتعتبر من اهم القطاعات الوزارية لما يتبع لها من مشاريع عديدة وممولة من طرف شركاء كثر.
ولكن للاسف ظلت هذه الوزارة وكرا من اوكار الفساد المستفحل .
وظلت أيضا قبلة لكل فاسد يبحث عن التمويل والثراء وباقصر الطرق .
ونتيجة لذلك كانت وزارة التنمية الريفية ومشاريعها كعكة بين شيوخ القبائل وكبر الضباط والمنتخبين ورجال السياسة والمحتالين من نفس الوزارة .
الكل يأتي بدراسات وهمية ويأخذ رزمة من الملاين والتذهب بعد ذلك الزراعة والمزارعين الى الجحيم .
والأدلة على ذلك كثيرة -يضيف- ولد محمد الامين فقد انهارت بسبب هذا الفساد تعاونيات القرض الزراعي وكذلك مشروع الواحات إضافة الى مشروع المشاتل والتشجير والقائمة طويلة -يقول- محمد سالم ولد محمد الامين .
واضاف هذه المشاريع لم يستفد منها احد ولم تحقق أية نتيجة للوطن .
والسبب هو الفساد الذي ينخر جسم هذا القطاع الموبوء .
والذي ظلت الإستفادة منه حكرا ا على القائمة المذكورة اعلاه .
اما المزارعين وملاك النخيل لم يستفيدوا ولم نرى سوى خطط سحريةعشنا عليها عقودا من الزمن وذهبت الأموال الى جيوب النافذين .
و-يضيف- هنا ارجوا ان يلتفت رئيس الجمهورية الى القطاع الزراعي ويراقب بنفسه صرف الأموال حتى تصل لمستحقيها وذلك وفق تعبيره .
هذه بعض الآراء التي رصدنا خلال هذا التحقيق حول زيادة ميزانية وزارة التنمية الريفية في برنامج اقلاع الذي اعلن عنه الرئيس غزواني مؤخرا وسنعود للمضوع باذن الله بتفاصيل اكثر .
يذكر ان الزراعة في موريتانيا تعاني من اختلالات عميقة ادت الى فشلها فشلا مزمنا نتيجة غياب الاستراتجيات وعدم متابعة المشاريع التي كلفت الدولة اموالا طائلة .
ولم تأتي بنتيجة حتى اعداد هذا التحقيق .