إذا كان غزواني لا يدرك أن قصد ولد عبد العزيز من استبدال العلم الوطني و النشيد الوطني و العملة الوطنية (...) هو صنع وطن له من موريتانيا ، لا ماضي له قبله و لم يساهم أحد قبله في بناء أي طوبة منه، فهو قاصر الفهم و الحضور و إذا كان يدركها و يرفض استعادة رموز سيادة البلد فهو متواطئ بنفس درجة وقاحة ولد عبد العزيز .
على ولد الغزواني اليوم أن يستعيد هذه الرموز التي سالت من أجلها دماء أشرف أبناء الوطن و ناضلت أجيال التنوير من أجل شموخها . و عليه أن يحل جمعية الدفاع عن بطولات المقاومة التي سخرها عزيز لتشويه تاريخ البلد و تحريفه و أن يتقصى آثار مشروع إجرامي آخر لا أعرف أين وصل (تحدث عنه ولد محم مرة في إحدى خرجاته المتبجحة بعبقرية عزيز قبل توبته "السياسية")، حول تشكيل هيئة لإعادة كتابة تاريخ موريتانيا ، هي جزء من هذا المشروع الإجرامي الذي تمت في إطاره تسمية المطار الجديد "أم التونسي" و أصبحت فيه الشامي بحجم عاصمة ولاية و أُخضِعَ فيها شعبنا كله لشروط اللجوء السياسي، ليبيعه أمربيه ربو ، أوراق انتمائه و سفره بأسعار الكافيار في السوق السوداء.
و لأن بلوكات و الموسيقى العسكرية و مقر مجلس الشيوخ و سونمكس و المدارس العتيقة، كلها رموز لنشأة الدولة محفورة في مخيلة حراس الذاكرة و الوجدان، كان من الطبيعي أن يعمها بطش أيادي عزيز الآثمة ، فهل تكون اليوم هذه مجرد صدف بريئة لمن يعقل؟
سيكون اليوم الاحتفال بعيد الاستقلال أكبر إساءة إلى بلدنا من دون استرجاع هذه الرموز التي داسها هذا المجرم الجاهل كما داس مجتمعنا و احتقره و نهب خيراته و عبث بكل قيمه و شوه سمعته حتى أصبحت المخدرات تباع في المدارس الابتدائية في موريتانيا..!!!
على كل المدعويين الأحرار من أبناء شعبنا ، لحضور مراسم عيد الاستقلال و على رأسهم قادة المعارضة و أطرها، أن يقاطعوا هذه الاحتفالات إذا لم يسترجع النظام نشيد بلادنا الوطني و علمها الوطني.
و على الجميع أن يفهموا أننا لن نغفر لهم حضورهم لإهانة بلدنا بأي مبرر ..