قال السفير المغربي في نواكشوط حميد شبار إن المغرب تدخل في الكركرات «بناء على ما تمليه عليه مسؤولياته»، وبعد ثلاثة أسابيع من ضبط النفس، مضيفا: «المغرب أماط الأذى عن الطريق، وتلك كما تعلمون شعبة من شعب الإيمان. هذا كل ما في الأمر».
وأضاف السفير شبار في مقابلة مع الأخبار تنشر كاملة في وقت لاحق: «تدخل المغرب سواء من حيث مبدئه أو من حيث طريقته ومنهجيته كان، كما تتبعتم، موضوع إشادة دولية و لاقى تأييدا على المستوى العربي والأفريقي و الأوربي والأمريكي، لما لمسه المنتظم الدولي من شرعية ومصداقية لهذا التدخل. في المقابل لم تحظ مغامرة البوليساريو الغير محسوبة العواقب بأي دعم».
كما وصف هذا التدخل بأنه «كان لتأمين المعبر بصفة نهائية ولإعادة الحركة المدنية والتجارية لهذا الشريان الحيوي بين أوربا وشمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء، وعليه فهو يعد دعما وتكريسا للشرعية الدولية».
وعن خرق اتفاق وقف إطلاق النار شدد السفير المغربي على أن «تواجد ميليشيات مسلحة في المنطقة العازلة يعد في حد ذاته خرقا لوقف إطلاق النار إذا استحضرنا مضمون الاتفاقات العسكرية التي وقعتها الأطراف كل على حدة مع الأمم المتحدة، سنة 1991».
واعتبر السفير المغربي أن «البوليساريو بتصرفه المتهور هذا يكون قد جنى على نفسه بنفسه، هذا إذا نظرنا إلى عزلته المتزايدة على الصعيد الدولي والتي تكرس المنحى المتزايد لعدد الدول التي سحبت اعترافها بالكيان الوهمي».
وأوضح السفير شبار أنه «باستثناء الاتحاد الأفريقي، لم يتم الاعتراف بالكيان الوهمي من طرف أي منظمة أقليمية أو دولية. وحتى على مستوى الاتحاد الأفريقي ، يسجل اليوم أن عدد الدول الأفريقية التي تعترف بهذا الكيان يتهاوى بشكل ملحوظ».
وعن الحرب التي أعلنتها جبهة البوليساريو ضد المملكة المغربية قال السفير إن «الآلة الدعائية للبوليساريو لم تفلح ، رغم استغلالها لأرشيفات الصور والفيديوهات المفبركة والمنقولة عن نزاعات أخرى، في تسويق "حربها" التي لا توجد إلا على صفحات بعض المواقع الاجتماعية».
وشدد السفير شبار على أن ما وصفها «مناوشات البوليساريو» لا تعدو أن تكون «رقصة الديك المذبوح»، مؤكدا أن المغرب لا يوليها «أي اهتمام»، مشيرا إلى أن المملكة المغربية عبرت عن «تشبثها بوقف إطلاق النار، مع احتفاظها بحق الرد بشدة على أي عدوان يستهدف أراضيها».
وتناولت المقابلة الأولى للسفير شبار في الإعلام الموريتاني منذ توليه المنصب قبل سنوات، مواضيع أخرى متعددة من بينها تقييم السفير لمستوى العلاقات الثنائية بين موريتانيا والمغرب، وحجم التبادل التجاري، والعلاقات الثقافية، واستئناف العلاقات المغربية مع إسرائيل.