فند وزير خارجية العراق ناجي صبري ما جاء في مذكرات الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق عمرو موسى، كاشفا أنه أورد معلومات مغايرة للحقيقة بخصوص زيارته للعراق في 18-1-2002 وأمور أخرى ذات صلة بأزمة العلاقة بين العراق والأمم المتحدة آنذاك.
وأوضح وزير الخارجية العراقي في رده على موسى ، أن زيارة موسى للعراق، كانت فكرته ولم تكن لديه (موسى) أي فكرة عنها قبل لقائه مع الوزير، مؤكدا أنه لم يبلغه بأي شيء عما زعمه موسى في مذكراته بأنه التقى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وأخذ منه رسالة إلى الرئيس صدام حسين.
وأشار الوزير العراقي متهكما هذه أول مرة أسمع أن الأمين العام للأمم المتحدة قد وجه رسالة إلى رئيس جمهورية العراق بيد السيد عمرو موسى، ولا أدري كيف فاتت على من كتب المذكرات أن رئيس أي منظمة دولية لا يوجّه رسائل إلى الدول بيد أشخاص من خارج منظمته، فما بالك برئيس أكبر منظمة دولية في العالم.
كما فند الوزير العراقي ناجي صبري ما جاء في مذكرات موسى المتعلقة بخط سيره للقاء الرئيس العراقي، موضحا أن المذكرات اتبعت أسلوب الإثارة والتهويل الدعائي والوصف الدرامي، حيث أن بناية المجلس الوطني ليست ثكنة عسكرية كما ورد في المذكرات، وإنما بناية كبيرة ذات طراز عمراني كلاسيكي جميل تقع على نهر دجلة، ومن الطبيعي أن تُحمى البناية بسياج خارجي وحراس أمنيين مثل أي مبنى تابع لرئاسة الدولة في أي دولة في العالم، كما أن موسى موسى لم يتعرف على السكرتير في هذا المكان كما ورد في المذكرات، وإنما التقاه في الليلة السابقة حين حضر دعوة العشاء.
وأكد الوزير العراقي أن المذكرات تسرد رواية مغايرة للواقع عما جرى في المقابلة مع الرئيس صدام حسين، حيث زعمت المذكرات أن موسى قد استشاط غضباً وخاطب الرئيس صدام بنبرة كأنها صرخة بوجهه، وأن الرئيس خاطبه بلقب دكتور…إلخ!، فيما شدد الوزير العراقي أنه لا صحة لهذا ولكل ما ورد عن اللقاء إطلاقاً.
وأعرب الوزير ناجي صبري عن استغرابه مما ورد في المذكرات عن غضب موسى وصراخه بوجه الرئيس صدام حسين وغير ذلك من المزاعم، متسائلا: كيف قـَبِل الأخ عمرو أن ينسب إليه من كتب مذكراته هذه الكذبة الصارخة؟ فهو بذلك قد نَسبَ إلى سليل الدبلوماسية المصرية ذات التقاليد العريقة ما يتنافى وأبسط مواصفات الدبلوماسي الناجح، أي الكياسة والتهذيب وحُسن الكلام، ونَسَبَ إليه كلاماً يتناقض مع ألف باء الدبلوماسية التي تشترط في الدبلوماسي المفاوض تمتعه، إضافة إلى أعلاه، بحسن التصرف والحكمة والهدوء، والتحكم بالعواطف والابتعاد عن الانفعال والغضب.
وكذب الوزير العراقي ما ادعاه موسى في مذكراته بشأن إقناع الرئيس صدام حسين بإعادة المفتشين، وأن السيد الرئيس قد وافق على إعادة المفتشين، وفوّضه التحدث باسم العراق، لكن الحقيقة أن موضوع عودة المفتشين لم يُطرح في اللقاء.نقلا عن قناة الجماهيرية العظمى