سيدي الرئيس، شلال الموتى يمتد بين المساجد و المقابر
أئمة المساجد تسحل كالخراف في المخافر
طلاب الجامعة تسحقهم آلة القمع منذ أسابيع على مرأى و مسمع من الجميع
متظاهرون في الزويرات تم تكسير عظامهم بغلظة حيرت الجميع
أمهات اليتامى ومعيلات الأسر يحرمن من الكسب الحلال على ضآلته بحذر تجول لن يغطي عجز الدولة عن مواجهة الوباء و لن يساهم في غير انتشاره..
هل تأتي هذه الإجراءات القمعية الغائرة لإلهاء الناس عن الفساد؟
هل خُطِّطَ لهذه الفوضى العارمة لإسكات الناس مهما بلغ القهر؟
إلى أين يمضي النظام في هذا الاتجاه؟
الحديث عن الفساد تجاوز لغة الكلام
الحديث عن احتضان المفسدين خَرَفٌ معقود اللسان
حين أُعلِنَ زوال اليوم عن خطابكم هذا المساء، تساءل البعض: هل سيعلن الرئيس استقالته !!؟
أما أنا فكنت متفائلا بأن فخامته سيعلن أنه استيقظ من غيبوبته
ماذا كان يمكن أن ننتظر اليوم غير أحد الأمرين؟
هل كان من بينكم من ينتظر هذا الخطاب غير المهتم بأي شيء مما يحدث في هذا البلد المنكوب، كأنه على غير علم من أي شيء؟
ماذا نقول اليوم سوى "عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم"؟