من الناحية السياسية اجد ان النظام الحالي اعطى كثيرا من الاهتمام لمحمد ولد عبد العزيز وبذل جهودا كبيرة لاسترضاء الرجل ..وتحمل طويلا غلاظاته.. والاثقل هو استمرار استقطاب رجالاته وكأنهم يقدرون على تمييل كفة او تغيير ميزان..وكان بدونهم لا سياسة ولا حكم.
ان محمد ولد عبد العزيز ومعه اغلب من شاركه السلطة ليسوا ناسا من اصحاب الاوزان.. فجلهم مجرد افراد يستمدون قواعدهم الشعبية من امتيازات الدولة وثرواتها... اي انهم شلة "كومبرادور"
ولذلك فهم لا يستطيعون الصمود خارج الوظيفة... ولن يتبعهم احد حتى ولو ذهبوا معه.. الشيء الذي لن يقع ..لانهم كما اسلفت مجرد كومبرادور.
معهم او دونهم فهم ناس بلا بريق وبلا جاذبية وبلا خطابة.. ولا يتصفون باي شيء "غليظ" من الاشياء العريقة التي تحبها الشعوب الافريقية.
اشياء نادرة : كالوفاء ...و"كبر الخيم" ..و"البلكة".
خلافا لهؤلاء هناك اهل موريتانيا الحقيقيون الذين ابعدوا ..وابتعدوا عن صناعة القرار في عشرية محمد ولد عبد العزيز التي تميزت بالتوتر المستديم والصدامية وهيمنت عليها اخلاق التخوين والعسف...
هؤلاء.. -المعارضون منهم والصامتون-... هم من يجب ان يكونوا القاعدة الحقيقية لهذا النظام الجديد وليس بقايا عزيز اذ ان ترك ادوات الحكم بين ايدي فلول ولد عبد العزيز يحرم هذا النظام من شرعية التغيير... وسيحرمه من شرعية الانجاز.
بعبارة اخرى اكثر وضوحا يحتاج محمد ولد الشيخ الغزاوني الذي نجح في مصالحة الموريتانيين والدولة ان يترجم تلك المصالحة بتشاركية جديدة لا تغفل احدا وتصنع زخما جديدا من اجل وثبة وطنية كبرى.
ان اكثر الناس تطرفا يتغير مزاجه مع السن وتراكم التجارب ..ومن الاحسن دخول البيوت من الباب... خصوصا حين تكون الابواب مشرعة على مصراعيها.. فلماذا السعى الى النوافذ والابواب الصغيرة..؟
ان اشراك شخصيات دفعها البؤس والتهميش الى التوتر..او التطرف
ليس امرا بكرا.. بل هو امر معهود في السياسة التي خلقت لتؤلف الميئوس والمأمول.
لو استشرت مثلا في شأن تيام صمبا لاقترحت تعيينه وزيرا ولو للسياحة او الزراعة او اي قطاع خدمي ..ولرفضت تمكينه من انشاء حزب انفصالي او عرقي..
تكليفه بمنصب تجريبي امر مفيد للنظام اذ سيضع خبرته وعلاقاته لصالح النظام وستتلاشى احقاده واوجاعه بحكم اشتراكه مع عرب موريتانيا تسيير هذه السفينة خلافا لتمكينه من رئاسة حزب فذلك امر مضر بموريتانيا اذ سيدفعه الى توطيد افكار العرقية وتفتيت الوحدة والانسجام.
انني مع اشراكه في ادارة البلد.. وضد تمكينه.. او تمكين اي شخص آخر من بث سموم الفرقة والكراهية.
على اهل موريتانيا ان يعلموا ان البلد يسع الجميع ...ويحتاج الجميع وبمقدور الرئيس الحالي ان يدير التناقضات الفردية بحرفية عالية لصالح الجميع.
الحكم هو مصالحة الناس والسعي لخير الكل.