حكم هذا المنتبذ القصى فى الستين سنة الا خيرة اكثر من رئيس كرها او اختيارا .
والذى يحكمنا الان وصل سدة الحكم فى اطار تبادل سلمى للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع .
يحكم بطريقة بعيدة عن الدكتاتورية التى حكم بها من سبقه لكن وصفها بالديمقراطية كما يفهمها الغرب وصف لايخلو من شطط .
لاعتبارات تمليها الطبيعة الموريتانية المتربية فى احضان الفتن والسيبة وربما الغدر والخيانة والطمع والجشع حلات نادرة لكنها نشطة
ولكن والى جانب هذا الواقع الذى تصعب فيه ادارة الخلاف نجد بلدنا الفتى يواجه تحديات مزمنة تم التعايش معها بالتصدى والاحتواء بالعصا والجزرة .
فنحن مع اننا عربا مسلمون نعيش صراعا اديولوجيا حادا بين حملة الافكار المستوردة كما تستورد البضائع المنتهية الصلاحية حيث كثر الحديث هذه الايام عن تحكم الكادحين فى مفاصل الدولة وهو ما يشكل خطرا وجوديا .
فالقوم كما هو معلوم يتحفظون على احكام المادة ٦ من الدستور فضلا عدائهم الشديد للعرب والمسلمين ودعمهم اللا محدود لطموح الاقليات العرقية فضلا عن مراهنتهم على العلاقة الودية على كل من حكم هذه البلاد وخاصة مع السيد الرئيس .
ومن هنا اريد ان ابدى بعض الملاحظات ان الحديث عن اختراق اليسار المتطرف لنظام غزوانى ادعاء يصعب تصديقه لعدة اسباب اهمها ان الرجل سليل اسرة دينية عرفت بالجهاد ومقاومة المستعمر .
طيلة القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لا فى موريتانياوحدها وانما كذلك فى اغلب الاقطار الاسلامية .
وقد دفعت الثمن غاليا من قبل المستعمر بعد مقتل كبولانى.
ان ماضى الرجل لايوحى باية ميول توحى بالتمحور الايديوجى فضلا عن الكدحة فكيف لعاقل ان يستسيغ تقارب فكرى مع حامل لكتاب الله العزيز مع ماركس واتباعه .
فغزوانى عبارة عن نبتة اصلية فى هذه البلاد لذا يستبعد ان يبدل نهج حياته تحت اى تاثير .
فالواقع الموريتانى وماعاشه من نهب للمال العام وتلاعب بالمصالح العليا والتامر على امن الدولة وتصفيات اديولوجية بمباركة الكادحين الذين حكموا من الباطن لعقود كلها امور تفرض على القائد الذى يواجه اليوم فساد العشرية الا يضع يده فى يد اثمة .
فالكادحون جزءا من الماضى المنبوذ لانتمائهم لطبقة سياسية منتهية الصلاحية لاكثر من نصف قرن من الزمن مع تجلياتها فى حركات مماثلة من المستحيل ان يكونوا جزءا من تحول نحو الاصلاح وان تواجدوا فى اكثر من موقع فى غفلة من الزمن اذا جمع غزوانى بين فساد العشرية وفساد الكادحين .
فرحم على مشروع الدولة الكادحون اضحوا رقعة بالية وجهة استهلكتها اغلب الانظمة وعليه فلامكان للكادحين فى قطار الاصلاح الذى انطلق قبل وصولهم للمحطة بقيادة الرئيس المؤمن محمد ولد الشيخ الغزوانى والله ولى التوفيق