تخوض موريتانيا اليوم معركة بقائها المقدسة بما تبقى من لحمتها الممزقة و وسائلها المهدورة ، ضد رباط شؤم عزيز ، ضد الجهل و التخلف ، ضد إيرا ، ضد كارتلات المخدرات ، ضد افلام ، ضد كورونا : لا يحق لأي وطني اليوم معارضا كان أو مواليا أن يكون فيها حياديا مهما كان تعقيد الخيارات الماثلة أمامه:
- هناك اليوم مجموعات دمرت هذا البلد بأقل قدر من إحساس ، تحتمي في فوضى لا تريد لها أن تنتهي ..
- هناك جماعات تلعب دور الكومبارس و بكل شروطه أي أن تدفع لها مقابل دورها المؤله لكل منتصر ، كلهم يبيع الوطن بقطعة خبز..
- و هناك جماعة أدركت الآن على الأقل (حتى لا أبرئ مدانا و لا أدين بريئا) ، أنها قصرت في حق هذا الوطن و أن عليها أن تقضي هذا الدين ، يوحدها اليوم الخوف و الواجب و الوازع الديني و الأخلاقي و ترفع الآن لافتة "أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي"..
هذه هي الخيارات الثلاثة المفتوحة اليوم أمام أي موريتاني و ليس من بيننا من لا يتربع في هذه اللحظة على عرش خياره في إحدى هذه المجموعات : انتهى زمن المعارضة و المولاة : نحن الآن أمام لحظة "أن نكون أو لا نكون"، فاخرجوا من فضاء هذه التسميات المريضة و التصنيفات المتخلفة : آن لبلدنا أن يقلع .. آن لشعبنا أن ينهض.
و أهم ما جاءت به هذه المرحلة هو كشفها لمواقع الجميع و مواقف الحميع و حقيقة الجميع؛ و لم تحدث هذه المكاشفة صدفة و إنما كانت نتيجة مستحقة لعمل جبار ساهم فيه الكثيرون على امتداد عقود بالكتابات و المظاهرات و المؤتمرات و الانتقادات و كل وسائل الوعي و الاستدراك و التذكير و التحذير.
علينا اليوم أن نواجه كل هذه العصابات المدمرة و المافيات المتغطرسة بكل حزم و صرامة لنخرج بلدنا الطيب من هذا المستنقع العفن بعد ما تأكد الجميع أن التعايش معها كان أكبر خطإ ارتكبناه في حق بلدنا و شعبنا