بعد اغتصاب ولد عبد العزيز للحكم في بلدنا الطيب من دون أي وجه حق او منطق غير سوء الحظ و إرادة الخالق، آلينا على أنفسنا أن لا ندخر جهدا في العمل على إعادة البلد إلى سكة البقاء ..
كانت معركة البقاء حمالة أوجه بألف معنى و ألف مبنى و كانت تبدأ عندي مثل كثيرين غيري، بسجن ولد عبد العزيز بعد إعادة ما نهب من خيراته و ما دمَّر و شوَّهَ من رموزه التي حولها بإرادة ماكرة يعي جيدا ما تعنيه، إلى تراث شخصي يأبى الله أن يكون : فهو اليوم صانع نشيد البلاد الوطني و هو ناشئ عملتها الوطنية و هو من يرفرف علم خلوده (في السجن)، في سماء خجلها و هو مُحوِّلُ برلمانها إلى غرفة واحدة (بلا نصف عقل أخيها). و هو فوق هذا و ذاك مؤسس نهج تخريبها الخالد الذي حول شعبها إلى الأتعس في العالم ليصبح البؤس أهم رموزنا الوطنية بعد التربع على عرشه في زمن "القائد الرمز" . و هو بجلوسه اليوم حيث يستحق ، أهم و أعظم هذه الرموز كلها أي رموز احتقارنا و إذلالنا و استباحتنا التي تدعونا السلطات اليوم إلى احترامها من دون أن تدرك أنها هي أكثر من يسيء إليها و إلى الشعب و الوطن باعتماد ما ألحق بيها "القائد الرمز" من تشويه لا تخفى علاقته العضوية بأصالة جهله و غباء تفكيره ..
اليوم أصدرت السلطات مشاريع قوانين، ليس من عادة البرلمان الأعرج (قبل أن يحال بيني و بينها)، التعرض لنواقصها ، تلزم الجميع باحترام الرموز الوطنية الممجدة جلها لعبقرية عزيز و فضله على موريتانيا التي حولها إلى أضحوكة بين الأمم. على من يريدنا أن نحترم هذه الرموز البائسة المخجلة ، المؤسفة ، المهينة لشعبنا و بلدنا ، أن يفهم أنه يطلب منا أن نحتقر أنفسنا ..
على السلطات اليوم إما أن تعيد إلى الشعب الموريتاني رموزه الأصيلة لتلزمه باحترامها و إما أن تفهم أنها لن تستطيع أن تلزم غير نفسها باحترام رموز "القائد الرمز" : رمز الفساد طبعا و الجهل و التخلف و االانحطاط مثل رموزه..
أرجو أن تعيدوا النظر في هذه التفاصيل قبل أن تصطدموا بغضب شعب طفح به الكيل من ألاعيب الأنظمة و الاستهتار بالمقدسات ..