طرابلس – «القدس العربي»: أعلن موقع بوابة إفريقيا، المقرب من أنصار العقيد معمر القذافي، أن نجله المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية سيف الإسلام معمر القذافي، قرر رسمياً الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 كانون الأول/ ديسمبر، وقد أثار هذا الإعلان ردود فعل واسعة.
وقال، نقلاً عن مصدر خاص، إن إعلان سيف الاسلام عن نيته الترشح للانتخابات جاء تزامناً مع ما يوصف بعيد الفاتح أو الذكرى 52 لانقلاب القذافي على الملك الراحل محمد إدريس السنوسي.
الصحيفة المقربة من عائلة القذافي، قالت في تصريحاتها إن سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي، سيعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية رسمياً في وقت لاحق .
وقد نقلت الصحيفة أيضاً تأكيداً من مستشار اتحاد القبائل الليبية خالد الغويل، الذي قال إن سيف الإسلام القذافي ينوي بالفعل الترشح للانتخابات الرئاسية في ليبيا.
وقال، إن نجل القذافي سيترشح لرئاسة ليبيا، وهو ما أعلنه الفريق المتحدث باسمه منذ عام 2018 في مؤتمر صحافي انعقد في تونس.
وذكر الغويل بأن ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية في ليبيا سبق وأن تم الإعلان عنه في تونس منذ نحو 3 سنوات، وهو ما أكده سيف الإسلام نفسه مؤخراً.
رفض أمريكي
وفور أن تداولت المواقع وصفحات التواصل الإجتماعي خبر إعلان سيف الإسلام القذافي رغبته في الترشح، توالت ردود الفعل بين المؤيدة والمعارضة، كان أبرزها رد دولي صريح من أمريكا على لسان مساعد وزير خارجيتها.
لقد أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود، أن العالم لديه مشكلة في ترشُّح سيف الإسلام القذافي لانتخابات الرئاسة في ليبيا.
وقال، في تصريحات صحافية له على قناة الحرة الأمريكية، إن من يترشح للانتخابات الليبية أمر يقرره الشعب الليبي، لكن كل العالم لديه مشكلة بترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، فهو أحد مجرمي الحرب، يخضع لعقوبات أممية وأمريكية، حسب حديثه الأربعاء .
تصريحات هود أكدت اختلاف الموقف الدولي تجاه نجل القذافي المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية، وخاصة من الدول الكبرى كأمريكا وروسيا، اللتين تحملان مواقف مغايرة إحداهما للأخرى، حيث ترى روسيا في سيف الإسلام حاكماً مناسباً لليبيا وتضغط لتمرير ترشحه .
في 13 آب/ أغسطس، قالت وكالة بلومبرغ في تقرير نشرته، إن روسيا بقيادة رئيسها فلاديمير بوتين، تضغط على حفتر لدعم -منافسه في وقت ما- سيف الإسلام القذافي في الانتخابات الرئاسية.
وأضافت الوكالة في تقريرها، أن الرئيس فلاديمير بوتين يتحدى الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك القوة الإقليمية الصاعدة تركيا، في محاولة للارتقاء بنجل الديكتاتور السابق سيف الإسلام القذافي، وفقاً لثلاثة أشخاص في موسكو على دراية بالجهود، كما أوردت الوكالة.
أما عن الدول الداعمة لهذه الخطة، فقالت بلومبرغ إن روسيا واثقة من دعم مصر لخطتها، نقلاً عن شخصين مطلعين في موسكو، رغم وجود تلميحات في القاهرة بأن الوقت مبكّر لمصر لتقرر موقفها.
أما عن إيطاليا، فقالت الوكالة عن شخص وصفته بالمطلع في العاصمة الروسية، إن موسكو لديها أيضاً قبول ضمني من إيطاليا، التي كانت حتى الآن أقرب إلى حكومة طرابلس المنافسة، مقابل رفض من الإمارات ومعارضة من فرنسا للخطة.
أما عن تركيا فقالت الوكالة، نقلاً عن مسؤول وصفته بالكبير في أنقرة، إن تركيا تعتبر فكرة عودة القذافي “ليست ضمن نطاق الاحتمالات”، ويوافقها في ذلك -حسب بلومبرغ- المسؤولون في الولايات المتحدة وأوروبا.
الأجسام الليبية
وفي إطار دعم البرلمان الليبي للواء المتقاعد خليفة حفتر، أوضح رئيس البرلمان الليبي وفي عدة تصريحات، رفضه القاطع لترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، معتبراً ذلك مستبعداً لعدة اعتبارات.
وقال، بشكل صريح، أثناء مناقشته مع أعضاء مجلس النواب للقوانين الانتخابية، إن المجلس لن يقبل المطلوب لمحكمة الجنايات للدخول في السباق الانتخابي، في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، ويأتي هذا إلى جانب عدد من أعضاء البرلمان الموالين لمعسكر الشرق الذين شددوا بقوة على ضرورة استبعاد أي مطلوب للقضاء في جرائم، بعد أن استشعروا خطر ترشح سيف الإسلام على مترشحهم حفتر .ولكن سيف الإسلام القذافي قد بدأ فعلياً، ضمن إطار مناطق الجبل الغربي وسرت وبني وليد؛ أي المناطق التي تتوسط ليبيا، في حشد المؤيدين له من كتائب مسلحة ومواطنين، بل أظهرت مجموعة من مقاطع الفيديو قيام عدد من المواطنين بطباعة ملصقات لحملته الانتخابية.
كما أظهرت مجموعة من الصور ومواقع الفيديو التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في ذكرى انقلاب القذافي في الأول من سبتمبر، صوراً لاحتفالات مجموعة لا بأس بها من أهالي الجنوب الليبي والمناطق الوسطى، مطالبين بتنصيب نجله على رأس الحكم في ليبيا .
وكانت صحيفة تايمز اللندنية قد أجرت في المدة الماضية حواراً مع سيف الإسلام القذافي من مدينة الزنتان في ليبيا، ونقلت عنه أنه يخطط للعودة إلى الحياة العامة وينوي الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.