الدوحة - العرب د. خالد المقدم
كثيراً ما نسمع شكاوى من نساء بشأن عدم الإحساس بالشبع رغم الأكل، ويُمثل الجوع شعوراً طبيعياً يُحفّز الشخص لتناول الطعام، كما تمتلك العديد من العوامل الأخرى تأثيراً في الشعور بالجوع بما في ذلك مستوى السكر في الدم، ومدى إفراغ المعدة والأمعاء، إضافة إلى مستويات أنواع معينة من الهرمونات، ويختلف تأثير الجوع في الأشخاص، فالبعض قد يتسبّب بشعورهم بالعبوس في حين قد يؤدي إلى الدوار الذي يصل حدّ الإغماء لدى أشخاص آخرين. الأخصائيون يرجحون أن الحاجة إلى الطعام أو الاحتياجات الغذائية لا تختلف عند المرأة أو الرجل إلا في تباينات بسيطة، خاصة بالفئة العمرية والظروف الصحية.
لكن ما يختلف هو الإحساس بالجوع أو الشبع فإنه يختلف حسب حجم النشاط اليومي ونمط الحياة ونمط التغذية عند الشخص نفسه، وهي ما نسميها بالعوامل الخارجية، ونقصد بها ما سبق إضافة إلى نوعية طعام الشخص أو اعتماده على الأكل المنزلي أو الأكل السريع، وهناك عوامل داخلية ونقصد بها الحالة الصحية للشخص، والجزء الخاص بالأنسولين ومقاومة الأنسولين لدى الشخص، إضافة إلى هرمون الشبع «اللبتين» وهرمون الجوع «الجرينيل»، حيث يمكن أن يحدث عدم انتظام في إفرازات هذه الهرمونات مما يؤدي إلى عدم الإحساس بالشبع.
تقليل الشهية
يقول الدكتور خالد المقدم أخصائي التغذية العلاجية بالدوحة، إن اختلال إفراز هرمونات الجوع والشبع يؤدي إلى عدم الإحساس بالشبع أو استمرارية الإحساس بالجوع، ويعود ذلك من الأساس إلى حدوث مقاومة في هرمون الأنسولين، وفي هذه الحالة يحتاج الشخص إلى فحص طبي لتقييم الحالة.
وأوضح الدكتور المقدم أن الجوع المفرط هو علامة على أن جسمك يحتاج إلى المزيد من الطعام، وغالبًا ما يكون نتيجة لهرمونات الجوع غير المتوازنة والتي قد تحدث لعدة أسباب بما في ذلك النظام الغذائي غير الكافي وعادات نمط الحياة. فقد تشعر بالجوع بشكل متكرر إذا كان نظامك الغذائي يفتقر إلى البروتين أو الألياف أو الدهون، وكلها تعزز الشعور بالامتلاء وتقليل الشهية. الجوع الشديد هو أيضًا علامة على مشاكل غير ملموسة مثل عدم كفاية النوم والضغوط النفسية المزمنة، بينما يصبر البعض لعدة ساعات بين تناول وجبة وأخرى نجد أن هذه الساعات لا تطاق للبعض الآخر، فيشعر بجوع شديد بعد وقت قليل من تناول الطعام ما يجعله في حالة جوع شبه دائمة. وأضاف: تعد النساء أكثر شعوراً بالجوع من الرجال بسبب التغيرات الهرمونية، خاصة ارتفاع نسبة هرمون الاستروجيون في الجسم مع الدورة الشهرية، وهو ما يؤدي إلى إحساس مضاعف بالجوع رغم تناول كميات كبيرة من الطعام.
ونصح الدكتور المقدم بأن تتم استشارة الطبيب في حالة الإحساس بالجوع المبالغ فيه، ليتأكد من سلامة الغدد وسلامة مقاومة الأنسولين وإفرازات الهرمونات، وتكيسات المبايض عند النساء التي تكون في بعض الأحيان مسؤولة عن الإحساس المستمر بالجوع، أو الخمول في الغدة الدرقية.
9 تفسيرات
ويقدم د. المقدم عدة تفسيرات لعدم الإحساس بالشبع، وهي:
1- قلة النوم:
النوم ضروري للدماغ والجهاز المناعي حتى يقوما بعملهما بصورة صحيحة، وقد ارتبط النوم الكافي بانخفاض خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة. قلة النوم والتوتر، ما يؤدي إلى انخفاض هرمون البتين المسؤول عن الإحساس بالشبع وهو ما يحدث خللاً في وظائف الجسم ومن ثم يبحث عن مصادر للطاقة ويتناول المزيد من الطعام.
2- انخفاض كمية الألياف:
يساعد تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف على التحكم في الشعور بالجوع بشكل جيد، فهي تبطئ معدل إفراغ المعدة وتستغرق وقتًا أطول للهضم مقارنة بالأطعمة منخفضة الألياف. بالإضافة إلى ذلك يؤثر تناول كميات كبيرة من الألياف في إفراز هرمونات تقليل الشهية وإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، والتي ثبت أن لها تأثيرات تعزز الشبع.
3- عدم تناول وجبة الإفطار بشكل منتظم يؤدي إلى الشعور المضاعف بالجوع، الأمر الذي يحفز الجسم على البحث عن مصادر للطاقة، خاصة الوجبات السريعة والسكريات.
4- تناول المشروبات الغازية، خاصة تلك التي تحمل عبارة «لايت» لاحتوائها على مواد بديلة للسكر تساهم في مضاعفة الشعور بالجوع.
5- تناول الطعام بسرعة يزيد من الإحساس بالجوع، لذا فالأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول في مضغ الطعام وبلعه هم أقل عرضة للسمنة، لذا ينصح بالتمهل في تناول الطعام.
6- تناول المعجنات التي تحتوي على كمية من الدقيق والدهون، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم دفعة واحدة إلى جانب كونها غنية بالسعرات الحرارية والدهون، التي تزيد الوزن بشكل كبير.
7- الأغذية المصنعة مثل البرجر وغيرها تحتوي على مواد تبطئ من الشعور بالشبع إلى جانب احتوائها على سعرات حرارية عالية.
8- عدم تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والفاكهة، فالألياف تساعد الجسم على الشعور بالامتلاء وتقلل من الإحساس بالجوع بشكل عام.
9- تناول بعض الأدوية، التي تساهم في فتح الشهية على الطعام بشكل كبير وفي مقدمتها أدوية الحساسية ومضادات الاكتئاب، فضلاً عن أقراص منع الحمل، التي تحتوي على هرمون الاستروجين، الذي يحفز المخ على طلب الطعام.