افتتاحية لوفيغارو الفرنسية الفخ المالي دخلنا لا تحت رغبة الماليين وخرجنا مهزومين سياسيا

سبت, 22/01/2022 - 23:10

جاء فى افتتاحية اليومية الفرنسية  “لوفيغارو” الصادرة فى باريس اليوم السبت ،  إن الأمور لم تعد تسير على ما يرام بالنسبة لفرنسا في مالي، حيث تجد باريس نفسها في موقف شاذ يتمثل في دفاعها عن بلد لا يريد مساعدتها ويعقد عليها الأمور في كل فرصة ويثير الغضب الشعبي ضدها.

 

 

وتحت عنوان “الفخ المالي ” كتبت  “لوفيغارو” أن المجلس العسكري الذي أتى عقب الانقلاب في باماكو قبل عامين يرفض إعادة السلطة إلى المدنيين في أجل قريب. وعقد اتفاقاً مع المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر، الذين يسعون لاحتكار “المنافسة”. وتواجه مالي عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من جيرانها الذين تتهم باريس بتحريكهم.

 

وأضافت  الصحيفة،  إن تدخل فرنسا في مالي قبل تسع سنوات لم يكن من باب الكرم المطلق تجاه بلد كان في خطر الوقوع في أيدي القاعدة. بل إن هذا التدخل كان ثمرة لتحليل مصالحها – ومصالح كل أوروبا: تجنب قيام “خلافة” ثانية تتشكل على جانبها الجنوبي في مساحة الساحل الشاسعة.  وهذا الرهان لم يختف بعد.

 

ضربت  القوات الفرنسية، تدعمها فرقة أوروبية تزايدت  قوتها منذ عامين (قوة تاكوبا)، الجماعات الجهادية بشدة، مما أدى إلى القضاء على العديد من قادتها. لكن لا بد من الإشارة إلى أن تهديد الجماعات الإسلامية المتطرفة لم يتراجع في المنطقة، بل يمتد على العكس نحو الجنوب، حتى كوت-ديفوار (ساحل العاج) وبنين.

 

 “لوفيغارو” في افتتاحيتها  اعتبرت هذه أن هذا الاختبار الطويل لفرنسا لم ينته بانتصار عسكري، بل بهزيمة سياسية. استسلم الشركاء الأوروبيون،  الذين احتشدوا بصعوبة كبيرة من أجل هذه “القضية النبيلة”، بشكل تدريجي.

 

 وزيرة الجيوش الفرنسية -حسب الصحيفة- تبحث  عن “سبل مواصلة مهمة مكافحة الإرهاب”، لكن لاشك أنها ستصطدم بالحقائق: نحن لا نساعد الآخرين رغماً عنهم.  سيكون على فرنسا بعد ذلك فقط مراقبة مالي من بعيد، والانتقال إلى حرب تكنولوجية للمراقبة عن بُعد والضربات الجوية إذا أظهر العدو طرف أنفه.