ليبيا تبدأ معركة تطهير الجنوب من فلول الإرهاب

ثلاثاء, 31/05/2022 - 23:39

بنغازي -وكالات-: أطلق الجيش الوطني الليبي حملة عسكرية واسعة لتطهير منطقة الجنوب الغربي من خلايا الإرهاب، وكانت ضربة البداية من مدينة القطرون التي تعد آخر المدن الليبية في اتجاه النيجر وتشاد، إذ تم القضاء على عدد من العناصر المرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي والقبض على أحد أبرز قياديي التنظيم. 

 

وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بقيادة الجيش اللواء خالد المحجوب أن العملية انطلقت بعد رصد تحركات عناصر إرهابية على المناطق الحدودية وفي بعض الأحياء السكنية، وأضاف إن غطاء جوياً كثيفاً تم توفيره للمشاركة في تأمين نجاح الخطة العسكرية التي ستمتد إلى مناطق الجنوب كافة لتأمينها من الخلايا الإرهابية ومن فلول الجماعات المتطرفة التي تحاول أن تجد لنفسها مجالاً للتحرك في المجال الحدودي مع دول الجوار الإفريقي.

 

 

 تحركات لمسلحين

 

وعلمت «البيان» أن القيادة العامة للجيش الليبي أطلقت العملية العسكرية الواسعة في الجنوب بعد حصولها على تقارير مخابراتية تشير إلى تحركات لمسلحين من تنظيم داعش في عدد من المدن والقرى الواقعة بالجنوب الغربي، ويتزعمها مسلحون متحدرون من مدن شرقي البلاد كبنغازي ودرنة وإجدابيا ومن سرت وكذلك من دول الجوار، وأن الهدف منها كان بث الفوضى في إقليم فزان وتفكيك الجبهة الداخلية، وهو ما يهدم مصالح قوى داخلية وخارجية تواصل التآمر على مقدرات ومصالح الشعب الليبي.

 

 تدمير آليات

 

وكان الجيش الليبي، أعلن أول أمس الأحد، تدمير عدد من الآليات وأسر قيادي داعشي في العملية العسكرية التي شهدتها منطقة القطرون، وأوضح آمر عمليات الجنوب بالجيش الليبي، اللواء المبروك سحبان، أن الجيش نفذ عملية عسكرية نوعية مفاجئة استهدف بها عدداً من الدواعش، وتابع قائلاً: دورياتنا الاستطلاعية البرية والجوية والصحراوية مستمرة في كامل المنطقة، وعدد من وحدات القوات المسلحة مستمرة في تنفيذ مخططات المراقبة والتحري والبحث والملاحقة والهجمات المباغتة، وتشترك في هذه العمليات عدد من وحدات غرفة عمليات الجنوب، مردفاً إن محاولات الدواعش مستمرة للاستفادة من المنطقة الجنوبية حيث يعول التنظيم على خلق موارد له والعمل على الاستفادة من ترامي المساحات وإمكان الاختفاء والانتقال من مكان لآخر، ولهذا فإن عمليات المطاردة المستمرة والاستطلاع الأرضي والجوي قد استطاعت من خلالها القوات المسلحة إرباك هذه المجموعات وتوجيه ضربات قوية أربكت نشاطها.

 

 استغلال

 

ويرى مراقبون محليون أن العناصر الإرهابية تحاول الاستفادة من اتساع مساحة التحرك في جنوبي ليبيا وعبر حدودها مع تشاد والنيجر في اتجاه بقية دول الساحل والصحراء، ولكنها تسعى في الوقت ذاته إلى الاستفادة من الوضع العام في الجنوب الليبي ومن حركة التهريب لتحقيق مكاسب مالية مهمة تستفيد منها في تنفيذ عملياتها ضد المؤسسة العسكرية أو ضد المدنيين.

 

وبينما حاولت بعض القوى المناهضة للجيش، ترويج مزاعم بأن المواجهات كانت بين الجيش وسكان محليين ينتمون إلى إثنية التبو، أكد المجلس الأعلى لقبائل التبو ومجلس أعيان التبو بشأن الأحداث الأخيرة في الجنوب، في بيان مشترك، دعم قبائل التبو للدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية وعلى رأسها الجيش والأجهزة الأمنية وحقها في بسط سيطرتها على كل شبر من تراب الدولة الليبية.

 

قلق إفريقي 

 

وفي الأثناء، لا يزال تحرك الجماعات الإرهابية بالجنوب الليبي يثير مخاوف دول الجوار، بينما أبرز رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي، أن جنوبي ليبيا أصبح مساحة للفوضى ومرتعاً خصباً لمن وصفهم بـالجهاديين والعصابات الإجرامية، نظراً لانتشار الأسلحة بكل أنواعها.

 

 من جانبه، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، إنّ الوضع في ليبيا فتح الطريق أمام وصول المرتزقة الأجانب إلى منطقة الساحل وتدفق المنظمات الإرهابية المهزومة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الإرهاب منذ ذلك الحين وصل إلى أجزاء أخرى من القارة الإفريقية، بدءاً من ليبيا إلى موزمبيق ومالي وخليج غينيا في غربي إفريقيا والصومال والساحل وحوض بحيرة تشاد وشرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، لافتاً إلى أنّ الجماعات الإرهابية تستمر في الازدياد.