د/إسحاق الكنتي للنهار المصرية : اسلامنا في موريتانيا وسطي متسامح ينبذ التطرف والممارسات المشينة (مقابلة)

جمعة, 05/08/2016 - 14:08

قال المستشار الاعلامي للرئيس الموريتاني الدكتور محمد اسحاق الكنتي ان قمة نواكشوط ورئاسة بلاده لها على مدى عام كامل ستشكل نقلة نوعية في مسار العمل العربي المشترك في كافة مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية فضلا عن اصلاح الجامعة العربية وتطوير العمل العربي المشترك مؤكدا استمرار التنسيق بين الرئيس محمد ولد عبد العزيز والرئيس السيسي في هذا الاطار وتفعيل قرارات القادة العرب خاصة ما يتصل بصيانة الامن القومي العربي وتشكيل القوة المشتركة .

 

وكشف مستشار الرئيس الموريتاني للاعلام في حواره لـ"النهار" أن المقاربة التي طرحها الرئيس ولد عبد العزيز أمام القادة العرب ستعزز جهود مكافحة الارهاب ، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية ، موضحا في الوقت ذاته وجود تداعيات للاحداث في تركيا على الدول العربية ...وإلى سياق الحوار .

 

النهار : بداية كيف تنظرون لرئاسة نواكشوط للقمة العربية وانعكاس ذلك على العمل المشترك؟

 

الكنتي : لاشك اننا نتوقع الكثير من الانجازات خلال ترؤس موريتانيا للقمة العربية في دورتها الجديدة وان يتم حلحلة بعض القضايا الشائكة وأن يتم اطفاء بعض بؤر النزاع ، ونحن نعتبر الحضور المميز للقمة مؤشرا على ذلك كما أن مصر مثلت بوفد رفيع المستوى وحضورها متميز في هذه القمة كما هو متميز في كافة القمم العربية .

 

النهار: هل ستشهد القمة العربية تفعيل قرار القوة العربية المشتركة الذي تم اتخاذه في قمة شرم الشيخ ؟

 

الكنتي : بالطبع كافة القرارات والملفات التي تهم الامن القومي العربي والتعاون والعمل العربي المشترك هي محل اهتمام القادة العرب وستكون قراراتهم محل النظر والتفعيل وفق ما يرونه في هذا الاطار انطلاقا م حماية الامن القومي وأي مهدد له.

 

النهار :  وماذا ستقدم موريتانيا للعمل العربي المشترك خلال رئاستها للقمة العربية ؟

 

الكنتي : بالطبع ستعمل موريتانيا خلال رئاستها للقمة العربية على مدى عام كامل على تنفيذ القرارات والتوصيات وستبذل قصارى جهدها لمتابعة تنفيذ القرارات وستبذل ما في وسعها لكي يكون العمل العربي المشترك والتواصل والتفاهم العربي في اعلى مستوياته .

 

النهار : هل تتفاءلون بشأن الاسراع بتشكيل القوة العربية المشتركة لدحر الارهاب؟

 

 الكنتي : الارهاب ظاهرة دولية وكونية تعاني منها كثير من البلدان ومنها بلداننا العربية ، ولدى موريتانيا مقاربة لمحاربة الارهاب اثبتت نجاعتها ، تتمثل في الحرص الأمني وتعزيز المؤسسات العسكرية لكن ايضا تعميق الحوار الفكري وبالتالي من يتراجع عن الافكار المتطرفة يصبح مواطنا صالحا عاديا ، واعتقد ان كثير من البلدان التي تعاني افه الارهاب قد استفادت منها واصبحت تطبقها وتشكل القمة العربية مناسبة لكي يتقاسم معنا العرب هذه التجربة الناجحة والتعاون في اطرها واسلوب معالجتها لخطر الارهاب والفكر المتطرف .

 

 النهار : هل نتوقع مبادرة موريتانية بشأن الازمة السورية لحلحلتها خلال الفترة المقبلة وشغل مقعد سوريا المجمد بالجامعة العربية ؟

 

الكنتي :  لاشك أن التحرك الموريتاني في هذا الملف سيخضع بالاساس لما يقرره القادة العرب ووفق الاجماع العربي .

 

النهار : هل يمكن أن ينعكس عام ترؤس موريتانيا للقمة على مجالات التنمية وموارد الاستثمار الواعدة لديها ؟

 

الكنتي : نتمنى ذلك لأن موريتانيا لديها فرص استثمارية عديدة وقوانين تحمي وتحفز على الاستثمار ، واستقلال في مجال القضاء وهناك فرص استثمارية واعدة في الصناعة والسياحة والزراعة حيث لدينا نهر واراض زراعية خصبة ونتوقع تدفق للاموال العربية كي تستثمر في موريتانيا ولاشك ان ذلك سيعود بالنفع الكبير على المستثمرين الموريتانيين ايضا .

 

النهار : وماذا عن ملف تطوير الجامعة العربية ؟

 

الكنتي : هذا الملف مهم للغاية والرئاسة الموريتانية تتابعه وستقوم بكل ما يلزم لتفعيله وتنفيذ كل ما يلزم للنهوض بدور الجامعة العربية كمظلة عربية تعني بتحقيق مصالح الأمة .

 

النهار : ربحتم رهان عقد القمة فهل موريتانيا قادرة على تجاوز الاختبار الاصعب وتنفيذ القرارات ؟

 

الكنتي :  نتوقع ذلك بقوة لان فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز يمتاز بالشجاعة والحكمة وبالتالي قبوله لتنظيم القمة في هذا الوقت الوجيز هو شجاعة وتلك الحكمة ستستمر بمتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات خلال عام رئاسته للقمة ، كما أن التنسيق مع مصر سيكون مستمرا وهو دائم بين البلدين الشقيقين اللذين تربطهما علاقات ممتازة وهناك علاقة وطيدة ومتميزة بين قيادتي البلدين ممثلة في فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الرئيس عبد الفتاح السيسي ستصب في صالح الامة.

 

النهار : هل ترى ان هناك تأثير للاحداث في تركيا على الاوضاع في العالم العربي ؟

 

الكنتي : دول الجوار العربي لها تأثير على المنطقة العربية وبالتالي لابد من تعاون بين البلدان العربية و الاسلامية ونبذ الخلافات وفعل كل ما من شأنه ان يدفع ذلك التعاون وان تكف ايضا الاطراف الاقليمية عن التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر ، وارى في هذا الاطار ان "اعلان نواكشوط" قد تضمن كل القضايا التي تهم العالم العربي كما تضمنت القرارات رفضا عربيا للتدخلات الخارجية والتأكيد على ضرورة الالتزام بحسن الجوار.

 

النهار : كيف استطاعت موريتانيا التصدي للارهاب والسيطرة على مخططات جماعة الاخوان التي تهدد استقرار العديد من الدول العربية؟

 

الكنتي : لدينا تجربة رائدة في مجال مكافحة الارهاب وتحتذي بها بعض الدول ، تقوم على تقوية اجهزة الامن وقواتنا المسلحة ، ثم تعميق الحوار مع المتطرفين من اجل اقناعهم للعودة الى الصواب واثبتت تلك التجربة نجاحها وتراجع الكثير من الشباب الموريتاني المغرر بهم وتم اعادة دمجهم في المجتمع ، والعمل على تجفيف منابع الارهاب وروافده من خلال عمل اقتصادي موجه للفئات الهشة والتأسيس لعمل تثقيفي لاظهار الاسلام في حقيقته كرسالة رائدة وسطية متسامحة فالاسلام في موريتانيا وسطي متسامح والتصوف في موريتانيا يقوم بدور كبير في هذا المجال خاصة في غرب افريقيا ، والمدارس الصوفية في غرب افريقيا لا تمنشيء الموريتاني ولذلك لا يوجد الكثير من التطرف لدى المتصوفة واصحاب البعد الروحي ، وكل من يمارس اعمالا مشينة تؤدي لقتل لمدنيين وتدمير اعمى يمكن ان يصنف تصنيفا ارهابيا.

 

أجريت المقابلة في العاصمة الموريتانية نواكشوط أثناء القمة العربية من طرف الصحفية : هالة شيحة