عاجل : إلى رئيس الجمهورية / سيدي علي بلعمش

خميس, 23/06/2022 - 23:23

لا حاجة لنا في حوار لا يحمل في طياته غير مزيد من التآكل الداخلي و نكء جراح الماضي و اعتراض تقدم البلد و فرملة أي نظام للخروج من مأزقه..

- لا حاجة لنا في مسرحية تدين عزيز و "ترد الاعتبار"  لأصحاب أيادي بطشه و مخططي كل سيناريوهات إجرامه..

- لا حاجة لنا في إذكاء نيران الصراعات السياسية العقيمة ، الموغلة في الجهوية و القبلية و إحياء كل نزعات الجهل و التخلف ..

- لا حاجة لنا في حكومة (بالمفوهوم الواسعة للكلمة : وزرا ء، مدراء ، سفراء ، مديرين ، مستشارين ، ولاة ،  حكام (...) ، بلا خبرات و لا إرادة و لا طموح و لا تحمس لخلق واقع أفضل ، ليس فيهم من يستقيل أو يعترض على أمر غير شرعي أو قرار خاطئ :
 الوزير ليس خداما في مزرعة الرئيس.. 
الأمين العام هو دينامو كل مؤسسة و ليس حامل حقيبة زائدة في قافلة معالي الوزير ..
 الوالي ليس مكلفا بمهمة يحددها وزير الداخلية ..
كل التقاليد الإدارية في بلدنا تدوس القوانين و تدمر المصلحة العامة ، لصالح  رعاية متجبرة ،  لا تستطيع رفع وجهها في من أعلى منها ؛ أرنب يحيض في كل فزعة أمام رؤسائه و أسد جريح أمام مرؤوسيه.. 

إلى متى هذه الفوضى العارمة؟
لمصلحة من هذا الاستهتار المدمر؟
متى يمكننا أن نحلم بوطن طبيعي؟

الرئيس كان وزيرا و قائدا عاما للجيوش و مديرا عاما للمخابرات و لديه ديوان يأتيه بالمعلومات المطلوبة عن أي شخص و مخابرات ، تزوده بكل ما يحتاج من معلومات عن أي شيء في البلد ، لا يمكن أن نبحث له عن عذر مقبول في تعيين خاطئ لهذا المسؤول أو ذاك و حين يُبرَّأ ولد أجاي و يُستثنَى ولد اوداعة و يغيَّب ملف أمربيه ربو و لا يذكر و لو في إشارة خجولة،  اسم تكيبر  و شبكة تهريبها التي عاثت فسادا في البلد ، و لا يفتح ملف سونمكس و إينير و شركة صناعة الطائرات و مشروع السكر و بيع أجزاء من شركة المعادن و الهيمنة مدة العشرية على استيراد 80% من المواد الاستهلاكية دون أي وجه حق (...) ، سنقول فقط إننا لا نفهم ما هذا المعني المتبجح لحرية القضاء و لا هذا السلوك المنزه لغفلة فخامة الرئيس و لا هذه الخبرات المناطحة للسماء لأجهزة الرقابة و المتابعة و التفتيش و التحقيق..!!!

سيدي الرئيس، 

لا يتطلب اليوم عودة كل الأمور إلى أعلى درجات الانضباط و الدقة و المهنية و بأعلى درجات المسؤولية و التفاني في خدمة الوطن ، أكثر من 
 شيء واحد ، لا يتطلب تمويلا و لا سلاحا و لا حزبا قويا و لا بروباغاندا إعلامية ..

 - شيء واحد يا فخامة الرئيس و يصبح ذكركم على كل لسان و حبكم في كل قلب ..

- شيء واحد يا فخامة الرئيس و لن تحتاجوا من يُعِدُّ لكم حملة انتخابية و لا من يشيد بإنجازاتكم و لا من يهدد بمعارضتكم ..

- شيء واحد يحفر اسمكم في ذاكرة التاريخ و يريح ضميركم و يذلل كل صعيب في وجهكم ..

- شيء واحد يا فخامة الرئيس ، يجعل الجميع صغارا أمامكم  و يرغم الجميع على الخضوع لكم ..

- شيء واحد يا فخامة الرئيس، يرفع عنكم كل حرج و يمدكم بكل ما تحتاجون من قوة و حكمة ..

شيء واحد فقط :

وجهوا خطابا تاريخيا إلى شعبكم الطيب ، المحروم من ثروات بلده ، المجروح في كرامته ، بعد ستين عاما و نيف من استباحة نخبه له و دوسهم على كرامته و استهتارهم بأي واجب تجاهه و عدم التحرج من صغرهم  أمام التاريخ و سيئ أعمالهم أمام الله..

وجهوا خطابا تاريخيا لشعبكم ،  أقسموا فيه على المصحف الشريف ، أن لا تحموا أي لص و لا مفسد و لا ترحموا أي لص و لا مفسد و أن تحاسبوا كل مقصر في واجبه بأقسى ما يسمح به القانون ..
لا أكثر يا سيدي و لا أقل..

حين تصبح الإذاعة و التلفزيون الوطنيتان ، هما من تتبعان هفوات المسؤولين و  تفضحان ممارساتهم و تنبهان على تقصيرهم و انحرافهم بأمانة و مهنية و بأعلى درجات الشجاعة و المسؤولية، 
يمكنك حينها أن تعتبر أنك غيرت الحياة في هذا البلد ..

 يمكنك حينها  أن تفخر بإنجازاتك العظيمة ، الخالدة في هذا البلد المستباح..

 يمكنك حينها أن ترحل معززا ، مكرما ، مبجلا معظما ، تحملك الجماهير على رؤوسها .. 

ما أسهلها يا سيادة الرئيس ..
ما أسهلها 
ما أسهلها..