قمة الأطلسي تركز على موريتانيا.. وإسبانيا استبعدت مشاركة المغرب بسبب سبتة ومليلية

جمعة, 01/07/2022 - 16:16

 لندن-  حسين مجدوبي- “القدس العربي”:

 

حظيت موريتانيا باهتمام في قمة الحلف الأطلسي في مدريد التي جرت خلال منتصف الأسبوع الجاري. في حين عمدت إسبانيا إلى عدم استدعاء المغرب رغم أنه شريك لهذه المنظمة العسكرية، ويعود هذا إلى مسعاها بإدماج مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين ضمن الحماية التي يوفرها الحلف.

 

وحضر العرب في قمة الحلف الأطلسي ممثلين في كل من وزيري خارجية موريتانيا محمد ولد مرزوك والأردن علي صفدي، حيث التزم الحلف بدعم خاص للبلدين إضافة إلى دعم تونس في مواجهة النفوذ الاقتصادي الروسي والصيني. غير أن الاهتمام بموريتانيا كان أكبر، ويعود هذا الاهتمام، وفق التصور الجديد للحلف الأطلسي الذي بلورته قمة مدريد، إلى الدور الذي يمكن لموريتانيا القيام به في مواجهة الحركات الإرهابية في منطقة الساحل. وكان هذا الموضوع محط مباحثات خاصة أجراها وزير خارجية نواكشوط مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن على هامش القمة. وسيزود الحلف والدول الغربية موريتانيا بأسلحة نوعية وتدريبات.

 

وبينما استدعى الحلف الأطلسي دولا تصنف بشريك للحلف مثل اليابان وأستراليا والأردن وجنوب إفريقيا لحضور أشغال القمة في مدريد، تجنب الحلف توجيه دعوة الحضور إلى المغرب الذي يحظى بصفة شريك الحلف منذ سنة 2005. ويعد غياب المغرب عن قمة حاسمة للحلف الأطلسي إشكالا حقيقيا ومفارقة كبرى بحكم انخراطه ومنذ الستينات في المنظومة الأمنية الغربية على مستويات متعددة.

 

ويبقى غياب الجزائر عاديا بحكم أنها مقربة من روسيا والصين وينظر إليها الغرب كمصدر للقلق. ومن مؤشرات هذا القلق، إجراء الحلف الأطلسي خلال نوفمبر الماضي مناورات “بولاريس 21” غرب البحر الأبيض لمواجهة خطر إغلاق الملاحة في هذه المنطقة يفترض أن مصدره روسيا-الجزائر.

 

ويعود السبب الحقيقي وراء غياب المغرب إلى الدور الإسباني بسبب نوعية النقاط التي طرحتها مدريد في أجندة اللقاء وتخص كلا من المغرب والجزائر، وهي نقاط غير ودية نهائيا. وبالتالي، عملت مدريد على تفادي أي تشويش على أهدافها في حالة المشاركة المغربية في القمة.

 

وطرحت إسبانيا ثلاث نقاط تهم كلا من المغرب والجزائر وتدخل ضمن ما يسمى “الخطر القادم من الجنوب”. ودافع وزير خارجية إسبانيا خوسي مانويل ألباريس في ندوة صحافية له الخميس من الأسبوع الجاري على الخطر القادم من الجنوب وتجنب تسمية الدول، وقال “نرحب بتضمين الحلف الأطلسي محور الجنوب في تصوره الأمني الخاص بالمستقبل”.

 

 وتتجلى النقطة الخاصة بالجزائر بضرورة مواجهة الحلف الأطلسي أي دولة تهدد إمدادات الطاقة للدول الأعضاء، وهنا تقصد الجزائر بالأساس لكونها مصدر الغاز، وفي الوقت ذاته، تهدد الملاحة البحرية بسبب تعاظم السلاح البحري، وفق تقرير فرنسي نشرته فرانس أنتر يوم 24 فبراير الماضي.

 

وعلاقة بالمغرب، تعهدت حكومة بيدرو سانشيس خلال اقتحام آلاف المغاربة لمدينة سبتة المحتلة خلال مايو 2021 بتوفير مخطط استراتيجي يحمي المدينة رفقة مليلية وستربطه بالحلف الأطلسي. ويؤكد سانشيس بأن الحلف سيتعاطى مع الهجرة كسلاح تهديدي. ثم شدد على التصور الجديد للحلف الأطلسي الذي يحمي الوحدة الترابية للدول الأعضاء وفق ما هو منصوص عليه في دساتير هذه الدول، وهنا يؤكد على ضمان الحلف الحماية لسبتة ومليلية.

 

في الوقت ذاته، يشترك المغرب والجزائر في نقطة رئيسية وهي أن إسبانيا تعتبر أن سباق التسلح بين البلدين يعد خطرا على أمنها القومي بل وجنوب أوروبا بحكم أن بعض الدول الأوروبية الجنوبية فقدت ما يسمى “الردع العسكري” في مواجهة المغرب والجزائر. إذ إن الأسلحة التي حصلت عليها الجزائر من روسيا وهي متطورة للغاية ثم الأسلحة التي حصل عليها المغرب من الصين وهي نوعية، أفقدت إسبانيا ميزة “الردع”. ويوجد تقارب في المستوى العسكري في غرب البحر الأبيض المتوسط لم يتم تسجيله منذ أكثر من قرنين.