ترحموا على حسن النوايا..! / سيدي علي بلعمش

سبت, 10/09/2022 - 17:15

لا شك أننا خسرنا اليوم معركة  مهمة بعد خروج عزيز منتصرا من السجن و عودة عصابة حرابته إلى مواقعها في واجهة النظام و على رأس قمة التحكم و النفوذ ، لكنه مخطئ من يعتقد أننا خسرنا الحرب : إن إدراكنا "الجديد" لحقيقة اللعبة و كشف كل خيوطها و ملابساتها ، أهم بكثير من خسارة معركة وهمية ، فهمنا الآن أننا ما كنا نستطيع أن نكسبها بأكثر من كشف حقيقتها، كما حصل اليوم بالضبط.

 

أعرف جيدا أن الكثيرين منا لا يملكون نَفَسَ طموحهم و لا إصرار قناعاتهم و يُحمِّلون البعض مسؤولية إكراهات لا يفهمون أن تقديرات موضوعية (حتى لو أظهرت الأيام خطأها) ، كانت تملي حتمية التعامل معها لمن لا يفصل مواقفه الدينية و الأخلاقية و الوطنية عن السياسية..

 

لا شك أن موريتانيا اليوم ، تعيش محنة حقيقية بألف بُعد، أصبحت تتطلب حلا جذريا . و لا يميل العقلاء و الحكماء عادة إلى الحلول الجذرية و التحولات الفجائية لتنوع شحنتها المأزومة و طبيعة ردة فعلها الغاضبة : تلك هي نقطة ضعفنا التى نرجوا أن لا نتخلص منها أبدًا..

 

لقد استجاب ولد الغزواني لإكراهات مفهومة ، أخشى أن يكون نسي ما ستمليه من إكراهات مفهومة على من لم يتوقعوها من أحلافه و حلفائه ، مختلفي المشارب و المآرب و المصالح و التطلعات..

 

و لن تطول حالة الارتباك التي تعيشها الساحة السياسية في البلد و لا أحد يعرف في أي اتجاه ستصب ، لكن من يراقبون الساحة من فوق الفضاءات الحزبية و الايديولوجية و المصلحية و يتأملون ميكانيسمات التحكم و السيطرة و انتهازية المشاريع "الشرطانية" (الشرائحية السرطانية) ، يجمعون على التخوف من الانزلاق في منحدرات التعثر المقلقة..

 

هزيمة ولد عبد العزيز و عصابة حرابته قادمة لا محالة مهما أخذت من منعرجات كلها متوقعة . 

و معركتها لن تنتهي إلا بنهايتها .

و على من يريد أن يكون جزء منها ، أن يتحمل مسؤولية اختياره . 

أما مهرج اللعبة بعد اليوم ، فلن يكون غير من يحاول أن يمشي على الحبلين.

 

فلنتشبث بقول محمود درويش : "إن المصائب التي لا تقتلني تزيدني صلابة" ..

تلك هي وصفتنا السحرية.