الجزائر تسعى لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا «إيكواس»

ثلاثاء, 10/10/2023 - 21:59

الجزائر – الأناضول: شراكة اقتصادية واعدة وتنافس خفي على النفوذ في منطقة الساحل، ذلك ما يمكن أن توصف به العلاقات الجزائرية مع دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا «إيكواس».

ويعكس افتتاح بنكين جزائريين في كل من السنغال وكوت ديفوار مؤخراً رغبة جزائرية لتعزيز صادراتها لدول غرب أفريقيا.

إلا أن الجزائر، التي لها نفوذ وامتداد عرقي في دول الساحل وبالأخص مالي والنيجر، تجد نفسها في مواجهة تصاعد نفوذ «إيكواس» في المنطقة، التي تعتبرها الجزائر حديقتها الخلفية وعمقها الإستراتيجي المرتبط بأمنها القومي في الجنوب.

وتنظر الجزائر إلى دول غرب أفريقيا على أنها سوق واعدة لمنتوجاتها، بحكم الجغرافيا، وأيضاً في إطار سياستها الجديدة لرفع قيمة صادراتها خارج المحروقات من 7 مليارات دولار إلى 15 مليار دولار سنوياً.

وبالنظر إلى صعوبة المنافسة في السوق الأوروبية، رغم اتفاقية الشراكة التجارية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي التي دخلت حيز التنفيذ في 2005، اتجهت البلاد نحو السوق الأفريقية وبالأخص في الجهة الغربية من القارة.

وتملك المنتجات الجزائرية فرصة لفرض نفسها في الأسواق الأفريقية وبالأخص مواد البناء مثل الحديد والإسمنت والسلع الكهرومنزلية، والصناعات الغذائية والمنظفات، بينما تستورد الدول الأفريقية كل شيء تقريباً في ظل ضعف إمكانيات التصنيع.

ولتحقيق هذا الهدف تستعد الجزائر لتعبيد طريق بين ولاية تندوف (جنوب غرب الجزائر) وولاية الزويرات (شمال غرب موريتانيا) ما يمكنها من الوصول إلى أسواق غرب أفريقيا المطلة على المحيط الأطلسي وخليج غينيا.

أما الطريق الثاني الذي شارف على الانتهاء من الجانب الجزائري فيربطها بنيجيريا عبر النيجر، ويتفرع نحو مالي غربا وتشاد شرقا، بالإضافة إلى تونس.

ويرافق هذا الطريق مشروع خط أنابيب لنقل غاز نيجيريا نحو أوروبا، وخط ألياف بصرية من الجزائر نحو النيجر ونيجيريا.

كما فتحت «الخطوط الجوية الجزائرية» خطوطا جديدة نحو كل من دكار (السنغال) وأبيدجان (كوت ديفوار) وواغادوغو (بوركينا فاسو) ونواكشوط (موريتانيا) وباماكو (مالي).

كما أعلن وزير النقل الجزائري يوسف شرفة في أغسطس/آب الماضي أن الإجراءات في مراحل متقدمة جداً للإعلان عن فتح خطوط جوية جديدة نحو مدن أفريقيا بينها أبوجا (نيجيريا). كما أطلقت الجزائر خطوطاً بحرية تجارية نحو موريتانيا والسنغال وتسعى لفتح خطوط أخرى إلى كوت ديفوار لتعزيز صادراتها لدول غرب أفريقيا.

وكثفت الجزائر من المشاركة في المعارض الدولية في دول غرب أفريقيا، بل ونظمت وكالة «ألجيكس» الجزائرية عدة معارض في 2022 في دول غرب أفريقيا على غرار النيجر وكوت ديفور والسنغال.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي افتتحت الجزائر معرضين دائمين وبنكين في كل من موريتانيا والسنغال، لتسهيل عملية تسويق وتصدير منتجاتها.

وبسبب تدهور الأوضاع الأمنية في كل من الشمالي الشرقي لنيجيريا وأيضاً في النيجر ومالي، أخذت الجزائر تركز على المحور الغربي بدل الأوسط لدول «إيكواس».

في هذه الاثناء تركز الجزائر عل زيادة صادراتها إلى دول غرب أفريقيا، بما في ذلك موريتانيا التي انسحبت من «إيكواس» عام 2000.

وتقوم بتكثيف عمليات الربط البري والجوي والبحري معها لتكون بوابة للصادرات الجزائرية نحو كل من السنغال وكوت ديفوار بالدرجة الأولى، ثم بقية الدول الأخرى.