"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العلي العظيم.
يتعرض شعب العراق الأبي، بكل مكوناته العرقية و الدينية و القومية، منذ وقت ليس بالقصير، لهجوم أمريكي صهيوني إرهابي تدعمه و تموله ممالك الخليج الغارقة في دماء أبناء الأمة و خصوصا حواضرها ذات الوزن الحضاري و التاريخ العريق (العراق،سوريا، اليمن ، ليبيإ، البحرين، إلخ). و تمر هذه الأيام معركة الشعب العراقي و قواه الحية ضد الإرهاب بمنعطف حاسم على أبواب تحرير الموصل التي أعلنها الدواعش منذ 2014 عاصمة "لخلافتهم الإرهابية المارقة المزعومة".
و قد دفع الشعب العراقي ثمنا غاليا لتحرير أرضه و بشره من حرب إرهابية غذاها المحتل الأمريكي و حلفاؤه الخليجيون و استشهد فيها آلاف العراقيين من كل الطوائف و الملل و النحل و دمرت معالم العراق التاريخية ومراقد صالحيه و أوليائه و أئمته و استهدفت نساؤه في كراماتهن و رجاله في شهامتهم. إلا أن الشعب العراقي و بقيادته السياسية استطاع أن يتجاوز عنق الزجاجة و يحرر الأرض و الإنسان برغم الحملة العشواء التي استهدفته إعلاميا و سياسيا و أمنيا فقد اعتمد على حلفاء موثوقين و بقي برغم كل الضغوط صامدا مدافعا عن قضايا الأمة الكبرى في فلسطين و سوريا و اليمن.
و عليه فإننا في التجمع الموريتاني للدفاع عن القدس و دعم محور المقاومة (البراق) و الذي يتكون من طيف واسع من الأحزاب و هيئات المجتمع المدني و الشخصيات الدينية و العلمية المستقلة و انسجاما مع مبادئنا و أهدافنا نعلن ما يلي:
إدانتنا و شجبنا و استنكارنا لما أقدمت عليه تركيا بمحاولة احتلالها جزءا من العراق لعرقلة تحرير الموصل و تلبية طموحات إمبراطورية لم يعد الوقت و لا السياق يمكنان منها؛
تضامننا و مواساتنا لأهلنا في العراق من كل الطوائف و الأعراق و التجمعات و دعمنا للحكومة العراقية و للجيش العراقي و القوى الحية التي برهنت على فعاليتها في إنجاز عمليات التحرير برغم أنف قوى الاستكبار التي تريد تجذير مقاومة الإرهاب لصالح مشروعها الانقسامي و التفتيتي؛
دعوتنا لكل أحرار العالم و كل المحبين للسلام و الحرية و العدالة و حقوق الإنسان في أمتنا و العالم أن لا يبقوا صامتين و لا محايدين أمام معركة مصيرية للأمة كمعركة الموصل بما تمثله من دلالة و خطوط تماس بين مختلف المشاريع التي تستهدف منطقتنا و محور مقاومتها بالذات؛
تقديرنا للجهد الذي بذلته أطراف محور المقاومة و خصوصا الجمهورية الإسلامية في إيران لدعم صمود العراق و إعانته بالسلاح و الاستشارة لمواجهة التحدي الإرهابي التكفيري و داعميه؛
مطالبتنا لكل القوى الحية في وطننا العربي و أمتنا الإسلامية بالقيام بأنشطة تضامنية مع شعب العراق دفاعا عن استقلاله ووحدته و أمن و سلامة ترابه.
تذكيرنا للأخوة في العراق بضرورة الوحدة و مكافحة كل مشاريع الفتنة المذهبية و الطائفية أيا كان مصدرها ومبتغاها.
و كل يوم وشعب العراق من انتصار إلى انتصار و الأمة أكثر تضامنا ووحدة.
انواكشوط في 31/10/2016
المكتب التنفيذي للتجمع الموريتاني للدفاع عن القدس و دعم محور المقاومة (البراق)