المغرب: تحديات تواجه السياحة الداخلية: النقل والعرض وحوافز الأسر

جمعة, 05/07/2024 - 19:16

الرباط – الأناضول: مع كل صيف يتجدد النقاش في المغرب حول عروض السياحة الداخلية، ومدى ملاءمتها لانتظار المواطنين، وسط تباين الأسعار بين مناسب لميزانية الأسر أو أكبر من ذلك.

في العام 2023 سجلت السياحة الداخلية نحو 8.6 مليون ليلة مبيت في الفنادق المصنفة، بنسبة 33 في المئة من مجموع ليالي المبيت، وفق وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، التي قالت إن السائح المغربي يحتل المرتبة الأولى متفوقا على نظيره الأجنبي.

ويرى مهني مغربي أن السياحة الداخلية شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية، في ظل تنوعها وتجربة المهنيين في القطاع.

في المقابل يرى باحث مغربي أن تحديات عدة تواجه السياحة الداخلية على مستوى النقل والعرض وتحفيزات الأسر، مما يتطلب العمل على تطوير القطاع.

تطور السياحة الداخلية.

حميد بنطاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة (غير حكومية) يقول إن السياحة الداخلية شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية.

وفي تصريح للأناضول، يضيف بنطاهر أن السياحة الداخلية في بلاده متنوعة، منها الجبلية والشاطئية والإيكولوجية. ويشير إلى أن الفنادق تمتلئ خلال فصل الصيف، خاصة في المناطق الشاطئية شمال البلاد ومدن الساحل مثل أكادير (وسط)، بسبب ارتفاع الطلب، إلا أن العرض في المناطق الجبلية متوفر، بأسعار مناسبة.

 

رغم أنها شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية

 

ويتوقع ارتفاع وتيرة السياحة الداخلية مستقبلا، في ظل تجربة مهنيي القطاع، والانخراط بتقوية قطاع النقل، وتوجه وزارة السياحة على أن تتوفر كل منطقة على خدمات معينة. ويدعو بنطاهر إلى تطوير السياحة الداخلية طوال السنة وعدم الاقتصار على فصل الصيف، وهو ما يتطلب إعادة النظر في فترات العطل لتكون مناسبة للأسر والمهنيين.

وكانت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور قالت إنها تولي اهتماما كبيرا لدعم السياحة الداخلية وتطويرها، وتسعى لرفع نسبة مساهمة السياح الداخليين في ليالي المبيت وتحفيز السفر، وتوفير عروض ومنتوجات سياحية ملائمة لعادات المواطنين وإمكانياتهم المادية ونمط استهلاكهم في السفر.

وأضافت عمور، في مجلس النواب في مارس/آذار الماضي، أن السياحة الداخلية سجلت خلال 2023 نحو 8.6 مليون ليلة مبيت في الفنادق المصنفة، بنسبة 33 في المئة من مجموع ليالي المبيت.

وأبرزت أن السائح المغربي يحتل المرتبة الأولى قبل السائح الأجنبي وهو ما يدل على إقبال المغاربة على السياحة الداخلية.

رشيد ساري، رئيس المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة في المغرب (غير حكومي)، يقول إن السياحة الداخلية ارتفعت بـ20 في المئة خلال أول 4 أشهر من العام الحالي، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

وفي تصريح يشير إلى أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع، في ظل وجود عدد من الإشكالات على مستوى النقل وغياب التحفيزات والتركيز على السياحة الخارجية.

ويلفت إلى غياب عرض مناسب على مستوى الطيران الداخلي، والاقتصار على خدمات شركة أجنبية دخلت للقطاع مؤخرا.

وحسب ساري، فإن وكالات السفر في بلاده تركز على السياحة الخارجية، ولا تهتم بالشكل المطلوب بالسياحة الداخلية.

ودعا إلى الاهتمام أكثر بالسياحة الداخلية، من خلال تقديم عروض محفزة للأسر، خاصة أن السياحة الداخلية هي التي أنقذت القطاع في فترة كورونا عندما تم إغلاق الحدود الخارجية.

ويقول المغرب إن مخططه لإنعاش القطاع السياحي، يتوقع استقبال 26 مليون سائح سنويا بحلول عام 2030.

وتعتبر السياحة ثاني مصدر للنقد الأجنبي في المغرب خلال 2023، بعد تحويلات المغتربين في الخارج البالغة قرابة 11.5 مليار دولار، وفق بيانات مكتب الصرف في المملكة.

وتواصل السياحة تحقيق تطور متواصل، خاصة بعدما حطمت عائدات القطاع لأول مرة 10 مليارات دولار عام 2023، إثر استقبال 14.5 مليون سائح.