صراع روسيا والصين مع أمريكا.. هل ينتقل إلى الفضاء؟

أربعاء, 24/07/2024 - 23:16

يجد التعاون بين روسيا والصين، في الفضاء كما في القطب الشمالي صدى له في الاستراتيجية الأمريكية العسكرية، على نحو يدفع الحلف الروسي الصيني للجوء إلى إجراءات جوابية، ومنها نشر أسلحة مضادة في المواجهة الفضائية.

 

وتخطط الولايات المتحدة الأمريكية لنشر وسائل تشويش تستهدف الأقمار الصناعية الروسية والصينية، لحرمان الدولتين من القدرة على استخدام «أنظمة القيادة والسيطرة ووسائل التحكم والاتصالات والاستخبارات» خلال أي صراع مستقبلي.

 

ونشرت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء تقريراً أوردت فيه قول بروس غانغون، منسق شبكة الشبكة العالمية ضد الأسلحة والطاقة النووية في الفضاء، الذي أوضح أن التقنيات الأمريكية تمثل أسلحة هجومية ولا ترتبط بالوسائل الدفاعية على الإطلاق.

 

وتابع: «هذا الأمر يثير مخاوف من تصاعد التوترات وزيادة المنافسة العسكرية في الفضاء لأن تطوير الولايات المتحدة الأمريكية لهذه التقنيات يدفع روسيا والصين لتطوير تقنيات مماثلة لمواجهتها».

 

رفض التوقيع

 

وبحسب غانغون، فإن الخطوات الأمريكية تتزامن مع رفض واشنطن التوقيع على معاهدات لحظر الأسلحة في الفضاء، مشيراً إلى أن جميع ما سبق كان دافعاً لروسيا والصين والهند إلى تطوير أسلحة مضادة للأقمار الصناعية بالطاقة الحركية.

 

من جهة أخرى، نقلت «سبوتنيك» عن ألكسندر ميخائيلوف، رئيس مكتب التحليل العسكري السياسي الروسي، أن النظم الأمريكية السابقة للتشويش على الأقمار الصناعية فشلت في تحقيق أهدافها، ما دفع واشنطن لنشر تقنيات مضادة للأقمار الصناعية في الفضاء.

 

وفي المقابل، أشار ميخائيلوف إلى وجود تقارير عديدة تفيد بنجاح النظم الإلكترونية الروسية في تشويش إشارات أقمار أمريكية. وأوضح أن نظام «تيرادا - إس 2» الروسي ليس فقط قادراً على قمع إشارات الأقمار الصناعية، بل يمكنه أيضاً تشويش الاتصالات وخلق روايات مزيفة للمستقبلين لإشارات الأقمار الصناعية وللأقمار الصناعية نفسها.

 

وكانت موسكو نفت في نوفمبر الماضي تقريراً استخبارياً أمريكياً يتهمها بالسعي لتطوير سلاح نووي لاستخدامه ضد الأقمار الاصطناعية. ووصف سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي المسؤول عن ملف الحد من الأسلحة، في حينه، ما تم تداوله بـ«الافتراء الماكر».

 

يأتي هذا فيما تتهم روسيا الولايات المتحدة باتباع استراتيجية تصعيدية في القطب الشمالي. وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، إن الاستراتيجية الأمريكية المحدثة في القطب الشمالي هدفها تصعيد التوترات في المنطقة.

 

وأضافت: «لقد أصبحنا على دراية باستراتيجية القطب الشمالي المحدثة التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية أخيراً، وتهدف الوثيقة بشكل واضح إلى تصعيد التوترات العسكرية والسياسية في هذه المنطقة»، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

 

وأكدت المتحدثة الروسية «إن تدخل الوزارة العسكرية الأمريكية في قضايا التعاون مع الدول الأخرى في القطب الشمالي، المنصوص عليه في الاستراتيجية التي نشرها البنتاغون، يتطلب اهتماماً خاصاً، ومن الطبيعي أن يترتب على ذلك من أيديولوجيات العصر الحديث أن واشنطن تشعر بالقلق مرة أخرى حول التعاون بين روسيا والصين».

 

وبحسب استراتيجية القطب الشمالي المحدثة التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تراقب التفاعل المتزايد بين روسيا والصين في القطب الشمالي وتشعر بالقلق إزاءه. وجاء في بيان «البنتاغون» أن التغيرات الجيوسياسية الكبرى، بما في ذلك الصراع الأوكراني، وانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، وزيادة التعاون بين جمهورية الصين الشعبية وروسيا.

 

وكالات