كيف أصبحت شركة “أنير” خاوية على عروشها؟/ صفية بنت العربي

أربعاء, 17/05/2017 - 14:04

قامت الشركة الموريتانية لصيانة الطرق “أنير” بدفع مستحقات شركة MTC المملوكة لأهل غده (و التي تتحدث بعض المصادر عن شراكة بينها و بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز) و تبلغ هذه المستحقات 873 مليون أوقية، كما دفعت مبالغ أخرى لشركتين مملوكتين لبعض أقارب مدير العام للشركة وان عثمان.

الأقربون أولى بـ”المعروف”

و كانت “أنير” قد عانت مشاكل مادية جمة، و ندرة في السيولة، جعلت أوامر عليا من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تصدر بضخ 4 مليارات و 500 مليون أوقية في حسابها، غير أن أوامر ولد عبد العزيز صدرت أيضا بأولوية قضاء مستحقات ولد غده، رغم أن موردي الشركة يطالبونها بزهاء 5 مليارات أوقية، بعضها يعود للعام 2015.  حسب ما أفادت به المصادر.

و حسب مصادر في الشركة فإنها بدأت تعاني مشاكل مادية من بداية 2015 خلال فترة إدارتها من طرف مديرها السابق أمادي ولد الطالب الأمين، حيث تجاوزت مديونيتها الـ 17 مليار أوقية، حصة بنك الأمانة و الإسكان المملوك لرجل الأعمال أحمد سالم ولد بونه مختار 5 مليارات أوقية.

وفي 21 مايو 2015 عند تعيين وان عثمان مديرا جديدا للشركة، كانت أنير بصدد معالجة عدة مشاريع، رغم ظروفها المادية القاسية، من أهمها:

طريق كيفه ـ بومديد و تكلفتها 13 ملياراً
طريق فديرك ـ تواجيل و تكلفتها 6 مليارات
عقود صيانة لمدة ثلاث سنوات بتكلفة 18 ملياراً
عقود مع المنطقة الحرة في نواذيبو تكلفتها 4 مليارات و نصف مليار

و حسب الخبراء فقد كان من أخطاء المدير الجديد أنه أوقف إنتاج الشركة في وقت أبقى فيه على مصاريفها، التي ظلت على حالها لم تنقص. كما زاد من اكتتاب العمال، فقد وقع منذ توليه للإدارة حتى الآن 170 اكتتابا أغلب المستفيدين منه ينحدرون من منطقته لگصيبة.

و من المآخذ الفنية على تسيير وان عثمان أنه رفع تصنيف سائقي الشركة من M4 و M5 إلى رتبة “مسؤول” من الدرجة C4 (و هي رتبة رئيس مصلحة في الشركة) مما جعلهم في تقييم أعلى من حملة الشهادات العاملين في أنير.

و يؤخذ على المدير الجديد منحه لسمساره الشهير في الموسسة الإمام ولد لمشعشع كل الامتيازات، فيما يتعلق بالتوريد و التزويد، كما لا يتم الدفع لموّرد إلا من خلاله ليتأتي له أن يخصم للمدير “عمولته” منها. حسب مصادر في الشركة.

و قد أقال وان عثمان جميع الكوادر القديمة في الشركة و استبدلها بآخرين يطعن عمال أنير في كفاءتهم و نزاهتهم. و من هذه الأسماء التي تثير جدلا كبيرا في الشركة:

*المدير المالي كمرا
*مدير الصيانة سي آمادو الذي انتقل خلال إدارة وان عثمان انتقالاً صاروخيا من رئيس قسم إلى رئيس مصلحة فمديرا للصيانة، تثار ريبة و شكوك حول كفاءته و أهليته لهذا الامتياز. ويتبع له كل ما بحوزة الشركة من آليات و معدات ، حيث أنه المسؤول عن صيانتها و إصلاحها.
*مدير الدعم اللوجستي بمب ولد سيد أحمد الذي تمت ترقيته من “رئيس مصلحة”، ليكون المتحكم في المحروقات و الشاحنات و الرافعات و الجرافات و المسؤول عن توقيع عقود تأجيرها.

آخر العلاج الكي

في الفترة الأخيرة أرسلت الشركة الموريتانية للصناعة و المعادن “سنيم” بعثة باشرت جرد الأصول الثابتة و المصادر البشرية لشركة “أنير” بهدف دمجها مع شركتها ATTM في شركة واحدة، و قد استغربت اللجنة حجم الفساد و فوضوية التسيير الذي تتسم به “أنير”، و كان من أكثر ما أثار استغرابها أن الشركة المفلسة تحتوي ثلاثين شخصا من رتبة C5.

و رغم أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يرى ضرورة دمج الشركتين و هو ما دافع عنه وزير الاقتصاد في مؤتمره الصحفي، كما تؤكد مصادر أنه هو ما يسعى له الوزير الأول يحي ولد حدمين، و يفسر عمال و موظفو “أنير” بأنه سعي من ولد حدمين لمحو آثار جرائم فساده فيها، فإن وزير النقل سيدنا عالي ولد محمد خونه يقترح أن يتم قصر مهمة “أنير” على صيانة الطرق و ليس إنشاءها.